صفحة الكاتب : عبد العباس المشهداني

مذهبُ أهل البيت(ع) في العالم مصر أنموذجاً
عبد العباس المشهداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 واقع الشيعة والتحديات المعاصرة:
المطلع على الواقع التوزيعي لشيعة أهل البيت (ع) في العالم، يجد بأنهم ينتشرون في الكثير من مناطق العالم، وانتشارهم هذا يكون متبايناً بين أغلبية وأقلية، مع تباين مصحوب في الحقوق والواجبات... وهذا الانتشار وهذا التباين متأتٍ ليس منذ وقت قريب؛ بل انه كان كخصيصة ملازمة لهم منذ قرون مرت، شهد فيها أتباعُ مذهب أهل البيت (ع) الكثيرَ من الظلم والقهر والاضطهاد، الأمر الذي أثر في توزيعهم وتحديد مناطقهم على الخارطة الجغرافية، وحديثنا مستمر عن واقع شيعة أهل البيت (ع) في مصر، فالتاريخ يذكر لنا بأن هناك الكثيرَ من الحملات التي شنّها الفكرُ المنحرف عن جادة الاسلام ضدهم، إذ لسنا في موقع السرد التاريخي لما فعله حكامُ بني أمية مع أول تولية للصحابي الجليل مالك الأشتر(رض)، وما فعلوه مع الصحابي الجليل محمد بن أبي بكر(رض)والترويع الذي بلغَ أشده لمحبي وشيعة أهل البيت(ع) في ذلك العصر، إضافة الى الضغوطات التي خلفها حكام بني العباس، وحملات قادها صلاح الدين الأيوبي، ليستمر بعدها مسلسل أعمال العنف وإلى يومنا هذا، خصوصاً بعد الهجمة التي تقودُها القوة التكفيرية الضالة...
 وفي تتمة لما بدأنا به الحديث مع السيد الدكتور (محمد الدريني) أمين عام المجلس الأعلى لشيعة أهل البيت (ع) يتحدث عن واقع شيعة أهل البيت (ع) في مصر:

عاشَ شيعة مصر حتى وقت قريب تحت نير إستراتيجية مضلله؛اعتمدها النظام الحاكم، تقوم على سياستي التفزيع والإلحاق، حيث استهدف ضرب التجمعات الشيعية في أغلب مناطق مصر بصورة عامة ومنطقة الصعيد الأعلى بصورة خاصة، كون هذه المنطقة هي المكان الذي يحوي أغلبية كبيرة من محبي أهل البيت (ع) والسادة الأشراف، وإلحاق متبعي منهج أهل البيت (ع) بأجندة خارجية حتى يستمر في تمرير برنامجه الدعائي وتحريك النّفس القومي لدى العامة من الناس، مع علمه أن مثل ذلك الأمر ما نجح منذ أزمان، وهو يعلم أن الحقيقة بدت تتكشف في أعين وضمائر الكثير من الصالحين من أبناء مصر.وبدأ الشعب المصري يتفهم حقيقة توائم مثل تلك التحركات التي تسعى لتوريث الحكم، وبدأ يعرف أن مثل تلك التحركات لا تستهدف الشيعة فقط، بل كل مكونات الشعب المصري، نحن أبناء النهج الحسيني لا توجد لدينا مهادنات للظالمين، ولا توجد لدينا أنصاف حلول، ولا يوجد لدينا ما نساوم من أجله، نحن في خندق واحد مع كل مكونات شعبنا، نؤمن بأن حقوقنا ستأتي مع تفعيل لقانون المواطنةوإعمال القانون والدستور والمواثيق العامة والالتزام بما أقرته المواثيق الدولية ووقعت عليه مصر، وصارت طرفا فيه.
 واقع الشيعة في مصر يعاني من الاضطهاد في الحقوق، إذ تُمارس ضدهم الكثير من عمليات التعذيب والتهديد واستعمال سياسة التهويل، وهو ما دفع الكثير من منظمات لا تنتمي للإسلام، ولا تسكن في منطقتنا، لأن تدين الاعتقالات وتطالب بسرعة الإفراج، الحكومة المصرية في السنوات الخمس الماضية دأبت لاختلاق موضوعات لكي تقدم مخاطر محتملة للشيعة في مصر. وقد لعبت قوى دولية وإقليمية دوراً في ذلك، فكنا بين مطرقة المعتقلات المصرية، وسندان الضغوطات الخارجية من تحريض بما تملكه من نفوذ مادي وبشري.
الشيعة في مصر لا تمتلك الأمر في ممارسة طقوسهم وشعائرهم التي كفلها لهم الدستور، ولم تتركْ لهم مساحة من العمل في المساجد أوالحسينيات، بل إن النظام استعملها كأداة للإبادة ضدهم، فصار كل محب وكل نصير لآل البيت في مصر يقيم شعائره الخاصة في مصر على طريقته الخاصة سواء كان فرحا أم حزناً، ولربما كان للمجلسالأعلى لرعاية آل البيت دوراً في محاولة إبراز طقوس بعينها وفق الخلفية الثقافية المصرية...وهنا اشدد على(الخلفية الثقافية)، فقد أنتج المجلس في عام 2002 مسرحية (الليالي الحسينية) التي تروي مظلوميةآل البيت (ع)، كتب عنها النقاد بأنهاأبكت الجماهير، الشعب المصري يختزن بداخله ما تعرض له أهل البيت (ع) والشيعة في مصر هم أبناء هذه المظلومية، ولذا كل منهم يعبر على طريقته الخاصة سواء التقى مع مدارس بعينها تتبنى مراسم وأفكار خاصة بإحياء تلك المناسبات؛أم على طريقة ذلك المصري الفصيح الذي يتناول مقتل الإمام الحسين (ع) على طريقته التي عبر عنها في الوجدان الشعبي المصري.
واقعاً إن محبي أهل البيت (ع) في مصر يحتفظونبمساحة كبيرة من الوقود الذي يمكنهم من مواصلة دربهم، خصوصاً مع وجود أقلام وكتاب منصفين،فإذا ما نظرت الى ما طرحه أستاذ علم الإجماع المصري الكبير (سيد عويس) حين فسر التفاف الشعب المصري حول الإمام الحسين (ع) ولعله من ضمن الأسباب التي تجعلهم ليل نهار يحرضون ضد شيعة مصر، ويتحدثون عن المد الشيعي،ويأتون بعرافين يتنبئون بسقوط المنطقة بأسرهابأيدي شيعة مصر، قال عالم الاجتماع: (إن هذا الشعب العظيم ذلك الشعب الذي بكى وتأثر واختزن مأساة السيد المسيح (ع) هو ذات الشعب الذي اختزن مأساةالإمام الحسين (ع) وكان دافعا ومحرضا له عبر التاريخ).
ما قام به النظام المصري ضد الشيعة صغير الحجم أمام ما يقوم به المد التكفيري، والذي نخشى أن يكون فيما بعد مخططا لتهشيم النظام الاجتماعي في مصر، مثلما فعل (آل سعود) في تفجير العديد من المشكلات بين المسلمين والمسيحين، لأن الشعوب الحضارية تستوعب الأديان والمذاهب، فلم يعرف أن هناك مشكلة حصلت في العراق على أساس طائفي عبر التاريخ، ولم يحدث ذلك في مصر أيضا، أما هؤلاء الذين أرادوا أن يهاجموا أتباعأهل البيت (ع) فراحوا يأخذون الشيعة لكي يفرغوا حقدهم الدفين ضد آل البيت (ع).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد العباس المشهداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/11



كتابة تعليق لموضوع : مذهبُ أهل البيت(ع) في العالم مصر أنموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net