الفكرُ الإسلامي ومتطلباتُ العصر
احمد صادق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن الفكر الإسلامي اليوم يواجه تحديات لا يمكن تجاوزها دون المرور على أساسيات هذا الفكر الذي تميّز عن غيره بالدقة؛ كونه اعتمد على النصّ القرآني الذي لايقبل النقاش او التسويف، وإن عانى في الفترات الماضية من الجمود، وذلك بسبب عدم اتباع منهج اهل البيت (ع) القويم.
وأيضا المشكلة الحقيقية لا تكمن في عدم وجود فكر سليم قادر على عملية الاستنهاض والبعث من جديد؛ فالمشروع الإسلامي حضاري قادر على إصلاح واستنهاض الإنسان، كما يقرر القرآن: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً) وبالتتبع الدقيق للمشكلة، نجد أن جوهرها الحقيقي يكمن في عدم القدرة على استنطاق النصوص الدينية استنطاقاً قادراً على جذب الإنسان المعاصر، فقد اعتمدت باقي المذاهب على عملية القياس واتباع السلف، وهذا الأمر أدى إلى عدم وضع الفكر الإسلامي في المكانة المناسبة اللائقة به؛ كفكر قادر على إنقاذ البشرية وإصلاح وضع الإنسان، وأيضاً أدى إلى تشوش الرؤية الفكرية واضطرابها، مما أدى إلى نشوء ما يعرف اليوم بـ(فكر التغريب) أو (فكر التلفيق) بصورة أدق... بينما قدّم مذهب أهل البيت (ع) الحل الأمثل، وذلك من خلال فتح باب الاجتهاد.
بينما حاول اتباع التغريب، ولأجل تبرير الاستلاب الثقافي، إشاعة دعوى عالمية الفكر الغربي، وقدرته على معالجة واستيعاب المشاكل والأزمات العالمية العالقة، كما أن العجز في التعامل مع النص الديني - لدى الفرد المسلم - فكرياً وثقافياً أدى إلى تداعي الأمة.
ومن المعروف أن تداعي الأمم يستهل حين تستكين حركة مشروعها، وتنكفئ عناصرها على ذاتها، فتعود إلى مكوناتها الأولية التي سرعان ما تفتقد بضمورها إلى معنى في سياق اكتفائها بإنجازاتها الماضية.
ومن هنا ينبغي التذكير بأن المهمة الأولى أمام الفكر الإسلامي هي إبراز المضامين والقيم، بعد استنطاق النصوص الدينية بصورة صحيحة باتباع الطريق الصحيح وهو المدرسة العلوية.
وهذا الفهم المطلوب لا يعني القول بأن الفكر الإسلامي حبيس النصوص؛ فإن هذه النظرة - إن وجدت - هي نوع من التجني على هذا الفكر، ولكننا حين نذكر بهذه الحقيقة؛ إنما نهدف إلى ضرورة إيجاد صيغ وضوابط معينة؛ تضمن الفهم الحقيقي والصحيح للإسلام، ليكون صالحاً لكل زمان ومكان، بحيث يتوافق مع معطيات ومتطلبات العصر.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
احمد صادق

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat