من الفشل الى النجاح
فاضل حاتم الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاضل حاتم الموسوي

تتميز رحلة الإنسان في هذا الكون أنها تتقلب بين النجاح والفشل , وليس من الصحيح أن يشعر أن الفشل عارٌ حتى يهرب منه أو يتحاشاه وإنما يجعلُ منه درساً يشخصُ فيه الخطأ حتى لا يقع به مره ثانية ويكرره . والإنسان الذي يفشل مرة في حياته , سواء على المستوى الدراسي أو الحياتي لا ينبغي أن يستولي عليه الشعور باليأس أو الاستسلام وإنما عليه بالجد والمثابرة لان كثيراً من الناجحين استطاعوا أن يحولوا حالة الفشل الى نجاح عبر الإصرار والمثابرة .
ومما ينبغي معرفته أن النجاح والفشل محكوم بالمقدمات والأسباب التي ينبغي بذل الجهد في تحصيلها وتأتي في مقدمة أسباب النجاح هو ما تمتلكه النفس من همة وعزيمة عالية لأنها سوف تمدُ صاحبها بقوة وقدرة هائلة وتطرد ما بداخلة من شعور بالخوف من الفشل الذي يُعد في اغلب الأحيان الحاجز الأكبر الذي يحول بين الإنسان وتفجير طاقاته أو الوصول الى هدفه الذي يسعى إليه , فتقويه الجانب الروحي والاستعداد النفسي اثر كبير في تجاوز ما يحول بين الإنسان وتحقيق هدفه
قال المتنبي : وإذا كانت النفوسُ كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ
كل يوم لك احتمال جديد ومسيرٌ للمــجد فيــه مقامُ
إذن النفوس الكبيرة تسعى دائما الى الرقي والسمو أينما وُجد ولا تكون لها حالة من الاستقرار حتى تبلغ الثريا , فيحتاج من صاحبها تعويدها على السعي والمثابرة والصبر والثبات ورد عن أمير المؤمنين (ع) انه قال : ما رفعَ امرأ كهمته ولا وضعه كشهوته . وعنه أيضا (ع) قال : من رقى درجات الهمم عظمته الأمم . ( غرر الحكم والمواعظ , ص484 ) وعنه أيضا (ع) قال : قدر الرجل على قدر همته . ( نهج البلاغة , الحكمة 47 ) .
وبالتالي , أن اجتياز وديان الفشل والوصول الى النجاح يكمنُ في الاستفادة من الأخطاء ونقاط الضعف التي تقع فيها , فالتحرر من عقدة الخوف يفسح للنفس المجال الى أبواب مؤهلاته وقدراته وهذه النتيجة لا يمكن الوصول إليها حتى تكون لدية قناعة بتحويل الفشل الى نجاح .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat