العباس ع قمر العشيرة ووريث المجد والقداسة
عبد الحمزة المشهداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الحمزة المشهداني

العباس بن علي عليه السلام قمر العشيرة ووريث المجد والقداسة وما تفرع من صرحها من الوجاهة والمكانة الرفيعة... ورث شجاعة أبيه مع قدسية ما يتفرد به أمير المؤمنين، وورث مجد الأم الطاهرة مجد الخؤولة الرفيع؛ فهو حفيد ووريث رجال أمجاد شجعان وعلى رأسهم والدهم ملاعب الأسنة.
العباس لم يأتِ كربلاء مقاتلا فقط، صحيح انه كان يحمل اللواء وعدة الحرب، ولكنه أضاف الى الصرح الذي وضع أسسه الوالد الأشم سيف الله الغالب ع صرح الوفاء والنصيحة والتضحية والفداء لسبط الرسول الأعظم حسين الحق والمجد ع كما سبق ذلك مع سيدنا الامام السبط الحسن ع في مسيرة الجهاد مع من ابتلي بهم الاسلام وحسبوا عليه وهو براء منهم.
قمر العشيرة لم يكن نتاج زواج تضعه المصادفات، او كما يتزوج الآخرون، بل كان حصيلة زواج مخطط له، وفق مفاهيم السماء. أمير المؤمنين الولد الكريم يخاطب أخاه عقيل: اختر لي زوجة ولدتها الفحول من العرب، لتلد لي ولدا يكون ظهيرا لأخيه الحسين ع في كربلاء... اذا كان غرس هذا الوليد وفق مفاهيم مسبقة لا زواج مصادفة، فلنبحر في هذه المسيرة المباركة لقمر بني هاشم:
1- روي ان السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية (أم البنين) والدة قمر العشيرة، عندما دخلت دار سيدنا أمير المؤمنين ع توجهت الى سيدي شباب أهل الجنة وقالت: يا سيدي هل تقبلونني خادمة في بيتكم رغم مكانتها في هذا البيت المقدس، لكن الخلق الرفيع والاخلاص لبيت النبوة جعلها تفعل ذلك، وكان ردهم عليهم السلام ردا هاشميا ساميا مرحبا.
2- تقرأ في زيارة السيدة (أم البنين) وهي تُخاطب: (يا عزيزة الزهراء) ثم (وإنك أحسنت الكفالة، وأديت الامانة الكبرى في حفظ وديعتي الزهراء البتول الحسن والحسين) العباس قمر العشيرة تغذى من لبن هذه المرأة الطاهرة، وتربى في حجرها، وهناك رواية تقول ان السيدة المبجلة قالت لولدها: ولدي عباس اراك تخاطب أخاك الحسين بـ(أخي حسين)؟ فأجابها القمر الهاشمي: وكيف أخاطبه يا أماه؟ قالت: ولدي إنه ابن رسول الله ص تخاطبه (سيدي يا حسين) ولازم هذا الخطاب قمر العشيرة طيلة حياته المباركة، ولم يتغير الا عندما هوى من جواده على شواطئ الفرات فنادى أخاه (عليك مني السلام أخي أبا عبد الله).
3- عندما تقرأ زيارة سيدنا قمر العشيرة: (اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن أخي رسولك ص) والزيارة على لسان سيدنا الامام الصادق ع الذي لا ينطق الا بالصدق؛ ان أمير المؤمنين ابن عم رسول الله ص وزوج ابنته الصديقة الطاهرة ع وهذه علاقة النسب ام الاخوة فهي استثنائية وحيدة مميزة. عندما كان أمر الله جلت قدرته بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بقي الامام علي ع خارج هذه المؤاخاة، وعندما استفسر من الرسول الكريم ص اجابه الذي لا ينطق عن الهوى أني ادخرتك لنفسي، فأنت أخي في الدنيا والآخرة، وعليه فان هذا المؤاخاة استثنائية لأنها من المهاجرين، وهذا لا يتم إلا بأمر السماء وفريدة لأنها لم تتكرر ومميزة لتميز السادة الاطهار بالتفرد؛ ولذلك فكانت ثقيلة على البعض، ووصلت حدود الحقد الى نفيها ولكن هيهات. وبهذا تكون هذه الاخوة الالهية فوق النسب والقرابة، فقمر العشيرة (ابن الأخ) وفق مؤاخاة السماء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat