تطل علينا المشاريع التطويرية مع اطلالة كل عيد وتغيير سياسي يطال أرفع العناوين والمناصب، لترسم الفرحة والبهجة على محيا مدننا الحبيبة والتي طالما عانت من الاهمال العمراني في مختلف النواحي. لنجد ان الحملات تكتسح شوارعنا العزيزة والنظيفة جدا بآلياتها ومعداتها الثقيلة التي ما برحت ان فارقتها قبل مدة قصيرة. وهذا دليل على ضعف القدرة التخطيطية للمشاريع الإعمارية والخدمية.
فعند انتهاء اي مشروع خدمي من شوارع وحدائق عامة وجزرات وسطية وغيرها يصب اهتمامهم على التخطيط لكيفية تدميرها من اجل البدء بمرحلة الثانية من المشروع التطويري، معتمدين بذلك على النظرية العشوائية النابعة من المقولة الشعبية (حظك نصيبك) دون الالتفات إلى ان هذه المشارع لم يتم افتتاحها إلا قبل مدة يسيرة لا تتجاوز الاسابيع والاشهر. كما انها لم تكتمل مئة بالمئة كون المقاولون قد سافروا للاستجمام بباقي مبالغ المناقصة على اعتبارها مكافأة نهاية الخدمة، دون وجود الرقابة المالية والقانونية.
اذن لابد من وقفة من اجل مراجعة حسابات الغد التي مازالت تلقي بظلالها اليوم على خارطة الواقع اليومي لمدننا المظلومة وخاصة المقدسة مع مناشدة بسيطة جدا للنظر ولو بنظرة خاطفة لظروف المواطنين وهمومهم دون ازعاج المسؤلين لكثرة انشغالاتهم بترتيب المناصب الجديدة وتهيئة المكاتب.
فكان لابد من ايجاد خطة مستقبلية تقوم على اسس علمية صحيحة من اجل تطوير المنشآت الخدمية. وهذه المهمة تقع على عاتق دوائر التخطيط العمراني التي يجب ان تذكر بدورها في رسم المخطط الجديد ومراقبة المشاريع لتكون لدينا رؤيا واضحة لا تدخلها الالتباسات لهذه المدن في الغد القادم.
كما يجب التذكير بواقع الوعود الانتخابة واستحقاقاتها التي طال انتظارها من قبل ابناء المحافظة وكي لا نكرر التاريخ الذي روى قصة ناكثي بيعة امير المؤمنين (عليه السلام) بعد مبايعتهم في الحجاز، وانكارهم له في البصرة، ومقولته الشهيرة لأحد الناكثين: (عرفتني بالحجاز وانكرتني بالعراق فما عدا مما بدا).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat