قد تفقد السعادة مفهومها الحقيقي لدى المكونات الأسرية، حتى لو عمل أفرادها بما في وسعهم لتوفير وسائل العيش المريحة، لإشباع كل الحاجات والرغبات الإنسانية؛ وذلك عندما تغيب وسائل الحوار والإنفتاح فيما بينهم، وهم يعيشون تحت سقف واحد...
وليس بالضرورة أن يكون للظروف السيئة التي تمر بها الأسرة، سواء الخاصة منها او تلك المنصهرة في الجو العالم للمجتمع، وما تدور في فلكه من أزمات تسلب راحته، وتحيل حياته الى قلق دائم، أي تأثير على درجة سعادة أو تعاسة العائلة، ما لم يكونوا هم انفسهم سببا فيها من حيث لا يشعرون. فالأنانية، وحب التسلط، والإنعزال، وعدم المشاركة في الهم العام للأسرة، وتفضيل الصداقات الخارجية على الجو الأسري، كلها عوامل تساهم في عملية تفكيك الروابط الأسرية، وتحويل المنزل الى مجرد فندق للنوم أو مطعم للأكلات السريعة !!
لماذا لا نقترب من أبنائنا، نحدثهم ونشاركهم، ونكون لهم أصدقاء في افكارهم وتطلعاتهم، بدل الإهتمام بالمشاكل الموجودة في المسلسلات التلفزيونية نتابعها عن كثب من غير أن نلتفت إلى مشاكل أولادنا وطريقة تفكيرهم، وما يساورهم من تساؤلات لا يجدون لها تفسيرا مقنعا...
أليس الأجدى للشعور بالسعادة تخصيص فترة في المساء للتحاور وفتح باب المناقشة والحوار، وسماع بعضنا البعض بكل شغف واهتمام؛ لأننا عندها سنكتشف أمورا جميلة كنا في غاية الغفلة عنها، تستحق معها أن نقفل جهاز التلفاز...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat