كابوس غزة أم يقظة!!
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تحت هذا العنوان أفاق الكيان الصهيوني من نومته العميقة لأيام معدودات، كأنها سنوات عجاف، وصار يرتجف من ذلك الكابوس الذي كان يحوم حوله في كل لحظة، وفي كل مكان، لقد أفاق الصهاينة وكُلٌّ يحدِّثُ نفسه قبل أقرانه، أيُّ كابوس مرعب هذا الذي نعيشه منذ ليالٍ وأيامٍ، لم يعرفه آباؤنا وأجدادنا منذ سبعين عامًا، عندما تأسس كياننا الغاصب لأرض القدس، أم نحن في يقظة على صبح جديد لم نعهده!! ولم نعرفه!! ولم نتوقعه!! ولم يتحدث لنا عنه أحد من قبل!! لقد تعوَّدنا على صرخات لساعات من فلسطينيين عند كل عدوةٍ، وتعوَّدنا على حجارة من طين تُرمى فلا تتجاوز الحجارة والطين!! وعلى شعوب عربية وإسلامية نائمة تترنم في لذة شخيرها!! واليوم نرى ما لم تصدِّقه عين أو أُذن صواريخُ تدكُّ محاجرنا وملاجئَنا. صواريخُ تترى علينا كأنها مطرٌ ثجاجٌ من سماء غاضبة.
صواريخُ تأتينا فلا نعرف لذة الصهيونية وسطوتها المزعومة.
فأين ذلك البطش والعدوان منذ ٧٠ عامًا!!
وأين قوة كياننا الكاذبة منذ ٧٠ عامًا!!
أين عقيدتنا المزعومة الكاذبة منذ ٧٠ عامًا!!
أين جيشنا، وعصاباتنا، وعملاؤنا منذ ٧٠ عامًا!!
وأين القبة الحديدية التي كانت أملنا في ردع كل قوة قد تحاول أن تجرِّب حظها معنا!!
إنه كابوسٌ كابوسٌ .. وليس حقيقة، ولا يمكننا أنْ نحدِّث أنفسنا وأبناءنا وكياننا أنها حقيقة، بل هو كابوس، أو أضغاث أحلام وستنتهي عند اليقظة!!
ولكن أيَّ حال سنكون عليه لو كانت هذه يقظة وليست كابوسًا!!
وأي مصير سنكون عليه إنِ اكتشفنا أنها حقيقة لا كابوس!!
ماذا سنقول لمن كُنَّا نكذب عليهم لسنوات طوال، ونعدهم بحلم دولة بني صهيون عن هذه الحقيقة التي هي صاعقة علينا!!
فلنقلْ ولنكذبْ ولنزيِّنْ للناس الأقاويل في الإعلام والصفحات والأموال إنها أحلام وكابوس، وليست حقيقة ويقظة!! لأنَّ المسلمين لا يمكنهم أنْ يكونوا كذلك لتشرذمهم وتفرقهم فيما بينهم!! ولأنَّ الفلسطينيين ماتت فيهم روح الوطن والقدس، ولا يملكون إلا الحجارة، وثوراتهم هي ثورات حجارة؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat