من اجبر الكيان على وقف إطلاق النار ؟
د . مصطفى الناجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . مصطفى الناجي

كثيرة هي الاسباب والعوامل التي اجبرت كيان الاحتلال لأول مرة منذ العام ١٩٤٨ على وقف غير مشروط لاطلاق النار .
والتأكيد ان السبب الرئيس هو صواريخ المقاومة التي بلغت حتى 250 كم قادرة على حمل 500 كغم من المتفجرات، وطائرات وغواصات مسيرة استخدمتها المقاومة الفلسطينية.
والسؤال الهام في تطور أساليب الرد الفلسطيني على كيان الاحتلال ،هو من حول الحجارة الى صواريخ وطائرات وغواصات مسيرة ؟
ان الإجابة عن هذا السؤال المركزي يكشف عن الاسباب الأخرى التي دفعت حكومة الصهاينة على القبول غير المشروط لوقف إطلاق النار .
وبلا شك أن للجمهورية الإسلامية في ايران الثقل الاكبر لتغيير موازين القوى بين فصائل المقاومة وبين كيان تفرد بالقوة على فلسطين منذ اكثر من سبعة عقود .
ان الدعم العسكري الإيراني ساهم ليس في استنزاف القوة الصهيونية ،بل في فرض أساليب ردع جديدة ومؤثرة تجعل كيان الاحتلال يعيد حساباته الف مرة مستقبلا ليتجنب المواجهة مع فصائل المقاومة وحتى مع ايران، وكذلك سيعيد الكيان التفكير بخططه الاستيطانية وتجهير الفلسطينيين .
ان إطالة أمد المعركة جعل توقيتها واختيار ساحتها بيد الفلسطينيين ،ومن ثم اجبر الصهاينة على الرضوخ لوقف إطلاق النار تجنبا لاتساع أرض المعركة اولا ،حيث اتسعت حدة المواجهات لتصل إلى الضفة الغربية التي راهن كيان الاحتلال بقاءه ضمن الحزام الصهيوني الأخضر.
عامل آخر يجب التوقف عنده ،وهو ازدياد التظاهرات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية في أكثر من دولة عربية واجنبية. هذه التظاهرات اربكت المشروع الصهيوني الذي تشترك به أنظمة التطبيع والذي يقوم على صناعة قبول عربي -اسلامي بوجود كيان الاحتلال بشكل طبيعي بين المجتمعات العربية والإسلامية.
في النهاية ،فالمؤكد ان هذه المواجهات ليست الأخيرة، ولكنها الأولى التي غيرت موازين القوى وطورت من أساليب الردع .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat