الطفل هذا الكائن المهمل (2)
د . ايمان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ايمان الموسوي

تتباهى كثير من الأمهات بأن (ابنها/ ابنتها) الذي لم يدخل الروضة يحسن استخدام الهاتف النقال في الاتصال أو الرد أو اللعب وما شاكل ذلك، حيث لم تلتفت إلى الأثر الصحي للهواتف المحمولة وخصوصاً على الأطفال. إذ يتحتم علينا الوقوف على أخطار وأمان هذا الجهاز في وقتنا الحاضر وعلى الأمد البعيد، وانعكاس ذلك على الأجيال القادمة، فمعظم الناس تجهل أن الهاتف الخلوي هو أحد الملوثات الفيزيائية سواء كانت ملوثات طبيعية أو صناعية، وهذه الملونات تشمل التلوث الشعاعي والضوضائي والحرارة، كما أن شدة الصوت في الجهاز تولد ألماً في الأذن مما ينتج عنه الإصابة بالصم فضلاً عن الارتباكات المعدية وضعف عام في الدورة الدموية إضافة إلى التواتر العصبي والضيق النفسي والكآبة والحد من القدرة على التركيز وسرعة الغضب.
فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون لهذه الاشعاعات بشكل مستمر يصابون بالسرطان بدرجة أكبر من الذين لا يتعرضون لها، وهذا شائع جداً في حالات سرطان الدم والجهاز العصبي.
عزيزتي الأم لا تجعلي هديتك لنجاح ابنك في الأول ابتدائي هو اقتناءه لجهاز الموبايل، بسبب الأخطار التي ذكرت بل لتكن هديتك شجيرة تزرعينها في الحديقة، ويقوم ابنك بالاهتمام بها لكي تكبر معه خلال سنين دراسته، إذ أن هذا العمل يساعد على خفض نسبة التلوث البيئي في البيت..
في العدد السابق ذكرنا حالة الطفلة التي أصيبت بالصم.. وبعد أن أدركت الأم أن ابنتها فعلا لا تسمع.. أخبرت والدها بذلك.. فأسرع بها إلى الطبيب وفحص الطبيب حالتها بأنها يجب أن تلبس (السماعة) منذ كان عمرها سنتين، إلا أن الأهل امتنعوا عن وضع السماعة في أذن الطفلة، واستمرت الطفلة بالنمو في جميع النواحي الجسمية والحركية والفعلية، إلا أن النمو اللغوي لديها متوقف تماماً، لأنها لم تسمع أي صوت فكيف لها أن تنطق إلى أن أصبحت الطفلة في عمر المدرسة، وضعوا لها السماعة، وبدأت تتضايق من سماع الأصوات وبالتدريج بدأ ذويها بتعليمها الحروف والكلمات البسيطة. وعندما أصبح عمرها تسع سنوات أدخلت المدرسة في المرحلة الأولى، وهنا صعب على الطفلة التكيف مع الأطفال الذين هم دون عمرها.. وفي نفس الوقت لا تستطيع التكيف مع من هم في سنها بسبب ضعف التحدث لديها.. وهنا تحولت حالتها النفسية إلى احباطات كثيرة.. إذ أن السنين الخمس الأولى هي التي تكوّن شخصية الإنسان. أما من ناحية الأهل فاستمر الوالدان بمعاملتها، وكأنها بنت سنتين وليس تسع سنوات.
من التوجيهات المهمة.. على الأهل متابعة النمو عند أطفالهم ومراجعة الاخصائيين في طب الأطفال والإرشاد الأسري عند ملاحظتهم لأي حالة يمر بها الطفل والأسرة..
اكتبوا لنا عن حالات ملفتة للاهتمام لدى أطفالكم في الحلقات القادمة؛ لنبين كيف ينمو السلوك السوي والسلوك غير السوي عند الأطفال بدون شعور الأهل في ذلك.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat