صفحة الكاتب : د . ايمان الموسوي

الطفل هذا الكائن المهمل ( 6 ) التبجح والتفاخر
د . ايمان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان بداية الطفولة تكون مملوءة بالتفحص رغبة في الوصول الى مرحلة البلوغ والكمال.. فالطفل يبدأ حياته وهو يرغب في الوصول الى درجات الرشد.. فهو عليه ان يجد النموذج او القدوة امامه ليصل الى درجته.. فهو يحب والديه.. ولديه طموحات اعلى ليصل الى مستوى من هم في موضع المسؤولية؛ كالمعلم او رئيس الدولة أو ما شابه.. واذا كان في وسط جماعي، ولا يشعر باهتمام الآخرين له.. نراه يبدأ بالتحدث ليكسب قبول الآخرين، فيمدح نفسه ويصف اعماله الحسنة واللطيفة، فيبدأ بالتفاخر والتبجح بأشكال متعددة...
معنى التبجح: هو نوع من السعي الحثيث من أجل وضع كلام أصله كذب وغير معقول في موضع يصدق به الناس او انه يعظم الأمر الذي قام به ويعطيه وزنا اكبر من حقيقته.
والمتبجح او المتفاخر، هو شخص غالبا ما يحمل اخبارا مهمة، وغير مسموعة، فتثير الاستغراب، حيث يقوم عن هذا الطريق بجلب انتباه الآخرين.
ومن خلال فخره وتبجّحه يستطيع الوصول الى درجات الكمال والعظمة، ويعطي لنفسه صفة المثالية.
صفات المتفاخرين: تمتاز صفات المتفاخرين:
1-  بالمبالغة في القول. فيصور الفأر ذئبا، ويتكلم بكلام يثير الغرابة مما يثير دهشة الآخرين.
2-  يمتاز بالتفحص: فيكون دائما في حالة بحث لكي يحصل على موضوع يستفيد منه ليبيّنه للآخرين بشكل مبالغ فيه.
3-  يمتاز بمدحه لنفسه: فاذا لم يكن لديه شيء يقوله عن نفسه، يبدأ بذم الآخرين، ويمدح نفسه، ويقوم بمقارنة الأعمال بينه وبين غيره.
4-  كثرة الكلام: فهو يميل الى الجدل والاشتراك في المجالس، ويتدخل في كل بحث لإبراز وجهة نظره... فيخلط في الكلام دون وعي منه.
5-  عدم التقيّد بالأخلاق: فلا يراعي الجانب الأخلاقي اثناء كلامه.

بداية التبجّح والتفاخر
ان ما يقوم به الاطفال، هو ابتكار وتخيّل... فيبدأ بالتفاخر والتبجح منذ السنة الرابعة؛ حيث يبدأ الطفل بالإحساس بشخصيته منذ السنة الثالثة، ويشعر بأنه منفصلا عن امه... وتدريجيا يتعرّف على الحياة وظروفها، ويمتلك قدرة تخيلية قوية... فيعرض خيالاته بعنوان واقعي... 
على سبيل المثال: يقول لأحد الأشخاص: أنا أكبر منك، أنا أستطيع أن أقود سيارة والدي... أو دراجته... ويكرر هذه المقولات لمرات عديدة، وتبقى هذه الحالة في سن الخامسة، ثم تضعف لتبرز محلها حالة أخرى هي الاحتيال والخدعة. وفي سن الثامنة يكون التبجح عند الاطفال امرا عاديا، ويصرّون عليه ليحصلوا على منزلة ورتبة أعلى من الآخرين، فيتحدثون عن قصص خيالية موضوعة... ويفكرون في تقبل الآخرين لكلامهم، ويستمر هذا الأمر إلى سن 12.

أصناف الأطفال المتبجّحين والمتفاخرين
1-  ينتمون الى عوائل تتصف باللامبالاة، تفتقد إلى الحنان، كثيرة الأبناء. فيكون الطفل ضعيفا في عائلته.
2-  يكون هؤلاء الاطفال منبوذين اجتماعيا؛ فلا يستطيعون الحصول على مكانة بأعمالهم ليصلوا الى المرح و الغبطة.
3-  من الناحية النفسية يملكون خيالا واسعا فيميلون الى الأساطير.
4-  يمتازون بحب الذات فيملأ حياته بالتفاخر ليرضي نفسه.
5-  يمتازون بأنهم غير محبوبين من قبل الآخرين بسبب مكرهم وكذبهم.
6-  ان اعمال هؤلاء تبقى في حيز محدود؛ وذلك لأن المتبجّح والمتفاخر.. لا يرتقي الى مستوى طبيعي، فهو مهدد بالسقوط؛ وذلك لأن المتفاخر في حالة وساوس دائمة، فهو يبحث عن موضوع جديد له جاذبية.
7-  سرعان ما يُصاب بمضاعفات بدنية كشحوب لونه، وسرعة ضربات قلبه.
8-  ضعف الشخصية وعدم استقرارها... فلا يستطيع النمو السليم.
وقد نهانا الامام السجاد عليه السلام عن التفاخر والعجب والكبرياء؛ لأنها تُعتبر من المهلكات التي تساهم في سقوط الفرد وهلاكه.
د. إيمان الموسوي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ايمان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/14



كتابة تعليق لموضوع : الطفل هذا الكائن المهمل ( 6 ) التبجح والتفاخر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net