المنهج_العام (لأئمة أهل البيت "ع") ت٥
اكسير الحكمة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اكسير الحكمة

منهج أئمة أهل البيت (ع)
المتتبّع للروايات والأخبار الواردة عنهم (ع) يجد أنّ منهجهم (ع) فيما يخص المواجهة المسلحة مع السلاطين (الثورة) على مرحلتين كما ستجد فيما يأتي، وليس ذلك إلا لتقديرهم مصلحة الإسلام ومقتضى صونهم للأمانة التي حُمِّلوها.
المرحلة الأولى :
مرحلة ما قبل الإمام الحسين (ع)، فإنّ الأئمة (ع) كانوا يتحرّكون وفق الظروف المتغيرة التي تحكم أي حركة إصلاحية للحكم والمجتمع، فتجد أنهم قعدوا مدّة وقاموا أخرى، فقد قعد الإمام علي (ع) بعد حادثة السقيفة إلى ما بعد قتل عثمان، ولما استلزم زمام أمور الخلافة السياسية هاجم معاوية ووقعت تلك الحرب المعروفة بين العراقيين والشاميين، أما باقي الحروب فهي دفاعية والحديث عن القيام ضد سلاطين الجور، وكذا الإمام الحسن (ع) نهض ضد معاوية في بداية خلافته ووفقاً للظروف هادنه وفق شروط لم يلتزم معاوية ولو بواحدةٍ منها.
ثم جاء دور الإمام الحسين (ع) فقعد عن الحرب بعد أخيه الإمام الحسن (ع) بما يقرب من عشر سنوات، حتى نهض ضدّ يزيد وهو يعلم أنه سيستشهد، ما يعني أنّ مقصوده (ع) ليس إصلاح الحكم وإنما جسد الدين قد تعرض للضياع والاضمحلال، فلا بدّ أن يقدّم الإمام الحسين نحره الشريف ويفتدي الإسلام الذي عمدت بنو أمية على طمس معالمه!
وهنا للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) كلامٌ شافٍ ووافٍ عن هذا الموضوع في كتابه فاجعة الطف حيث فصّل ذلك تفصيلاً من الصفحة ١٤١ وما بعدها من الصفحات، ومما جاء في ذلك قوله في ص ١٤٧ : ... "وذلك يكشف عن أنّ دين الإسلام الخاتم للأديان قد تعرّض بسبب انحراف السلطة لخطر التحريف والتشويه، بحيث تضيع معالمه ولا يتيسّر الوصول والتعرف عليه لمن يريد ذلك، كما حصل في الأديان السابقة، وأنّ الإمام الحسين ( عليه أفضل الصلاة والسلام) قد واجه ذلك الخطر ودفعه بنهضته المقدسة وما استتبعها من تضحياتٍ جسام".
هذا وقد حصل ما أراده الإمام الحسين (ع) من نهضته، وقد تبين المائز بين الدين الذي جاء به محمد (ص) وما عليه السلاطين الذي لا يمتُّ إلى الإسلام بصلة، وهذا هو الذي عبر عنه الإمام الحسين (ع) بالفتح، وما عبّرت عنه السيدة زينب (ع) في خطبتها التي وجهتها ليزيد : " فكد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا..".
هذا هو مجمل المرحلة الأولى من مرحلتَي منهج أهل البيت (ع).
وأما المرحلة الثانية ففيما يأتي إن شاء الله تعالى.
#مجموعة_إكسير_الحكمة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat