ضجة التلقيح الصناعي تهريج ليس إلا
محمد حسين عمار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد حسين عمار

تعاهد في عرف أهل الإيمان أن لا يكون السؤال إلا عن جهل بالحكم أو لمعرفة مسألة ما أو قضية ما وتبلور ذلك خصوصاً في المسائل الفقهية حيث يكون السؤال في أمر يريد المكلف أن يعرف حكمه قبل أن يقع فيه هل يقضتي العمل أو الترك، أو أنه قد قام بالفعل ويريد أن يعرف الحكم؛ فالمؤمن حريص على دينه ملتزم بطبيق تعاليمه حيث لا يأنف عن الالتزام به مهما جوبه بالصد عنه أو نبذ ما يقوم به.
ولا أنسى النوع من الأسئلة الذي لا يُراد منها كل ما ذكر بل على العكس!
فالبعض يحاول أن يبرز عضلاته وما يمتلكه من معلومات ليحط بها من قدر المسؤول، أو ليجعل منه أضحوكة أمام الناس ليريهم ويزيف لهمبأن الجواب يحمل طابع الرجعية والتخلف بزعمه!.
أما اليوم فقد ظهر لنا نوع آخر من الأسئلة حيث أخذ البعض يسأل لا لحاجة به للسؤال، ولا لأمر وقع فيه ليعرف الحكم؛ بل للتنكيل بالعالم الذي أفتى والتسقيط به والتشهير برأيه!!!
مع أن هذا الأعمال لا تنسجم مع المجتمع المؤمن الذي بين القران الكريم والسنة الشريفة خطوطه العامة وتعاليمه وضوابطه.
فما وجه العلاقة بين المؤمن والسخرية من الآخر؟!
وبينه وبين التسقيط بالآخر ؟!
وبينه وبين تشويه صورة الآخر -كل ذلك خصوصاً إذا كان الآخر عالماً- ؟!.
وكمصداق لهذا النوع هو ما نشاهده من ضجة مفتعلة حول مسألة فقهية حالها كحال المسائل الآخرى في الفقه حيث ورود الاختلاف والنقض والإبرام، فلم يختلف العلماء في مسألة واحدة فقط بل في مسائل، ولم يقع بينهم النقاش على مبنى بل في مباني، كل ذلك في ظل أجواء علمية لا دخل لها بالعاطفة ولا التحزب ولا التسقيط والسخرية!!!.
فقد أخذت مسألة التلقيح الصناعي صدى أكبر من حجمها كمسألة فقهية وتحولت وكأنها قضية (رأي عام) فصارت عرضة للآراء ووجهات النظر، ومحطاً للأهواء واختلاف الأذواق!!!
من دون أحساس بأنها مسألة فقهية لا يجوز لغير الفقيه أن يبدي فيها رأيه.
لكن الأمر يتضح، والسبب ينكشف حينما تعرف من الذي يهرج ومن الذي يطبل ويصفق ويزيد من وتيرة المسألة ويكبر من حجمها أكثر فأكثر، فحين تتبع السهام من أين تتجه وإلى أين ترمي تتكشف حينئذٍ سر اللعبة، فهم ما بين جاهل لا يفقه شيئاً، ومتعلم حظه من العلم قليلاً، ومصفق تصفق يداه كلما سمع صوت الطبل يخرج موجات صوتية تتجه نحو كيان الحوزة الحوزة العلمية وعلمائها؛ لا لشيء إلا لأخذ الثأر لمشروع قد أفسدوه عليه!!!.
هذا هو الحال وهذه هي القضية من دون تهويل وتعظيم فهي مجرد مسألة فقهية أبدى المجتهد الذي بذل الوسع للوصول للحكم فيها رأيه وهذا ماوصل إليه بالدليل لا بالرأي والاستحسان!
فهي مسألة للعالم فيها رأي وليس للجاهل فيها نصيب مهما حاول حتى لو تلبس بلباس أهل العلم!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat