ما هو سر نجاح وبقاء الثورة الحسينية
عصام عباس الشمري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عصام عباس الشمري

بعد مرور أكثر من (1358) عاما على واقعة كربلاء... علينا أن نعرف ما هو سر بقاء هذه الواقعة، وسر نجاح هذه الثورة المباركة رغم طيلة هذه الفترة الزمنية؟ وكيف انتصر الدم على السيف؟ ولماذا تقام هذه المجالس وتخلد هذه الذكرى وتزداد كل عام؟ للإجابة على هذه الأسئلة أيضاً نحتاج إلى عدة مؤلفات يعرفها الواعي وينكرها المعادي، نوجزها بكلمة قصيرة فنقول:
مشيئة الله وإرادته... هو الدافع القوي لسر بقاء ونجاح الثورة الحسينية الرائدة، نعم الإمام الحسين (ع) قدم التضحيات من أجل كلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وما جزاء من يحب إلا أن يحب، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) هذا هو جزاء الله تعالى لإمامنا الحسين (ع) ولذا نرى إن الله تعالى أعطى الإمام الحسين (ع) هذه الخصوصية في الدنيا وله في الآخرة ما هو أعظم والأعظم لا يعلمه إلا الله.
فعلى جميع محبي أهل البيت (ع) أن يحافظوا على إقامة واستمرارية الشعائر الحسينية المقدسة بالصورة الصحيحة التي تخدم مذهب الحق وأهمها إقامة مجالس الوعظ والإرشاد... وان نتعلم ونأخذ الدروس من ذكرى فاجعة عاشوراء وذكرى الأربعينية، وأن نؤدي ما هو مطلوب منا أن نقدمه وهو الولاء المطلق لآل البيت (ع) والالتفاف حول المرجعية الدينية الرشيدة، ونبذ العنف والفرقة والاختلاف والأنانية والمزايدات الشخصية، وذلك بالتكاتف والتآلف ورص الصفوف وتفويت الفرصة على الأعداء ورد الشبهات وإشاعة الوعي الثقافي ومحاربة الأفكار المنحرفة، ومنها الإرهاب البغيض والدعوات المهدوية التي ظهرت مؤخراً، فأنها باطلة وضالة ومضللة... يجب أن نحذر منها لأن وراءها أيادٍ شريرة آثمة تريد الفتنة ودمار البلد، وتمزيق الشعب والقضاء على هذه الشعائر الحسينية وثقافة عاشوراء...
استفيقوا واحذروا الفتنة ومن يسعى إليها، وذلك بنشر الوعي الفكري الأصيل، فأنها مسؤولية الجميع نظراً لقوله (ص):{كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته} وأعظم تلك المسؤولية تقع على عاتق علمائنا الأعلام حفظهم الله ورعاهم، قال النبي (ص):{إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه..} ومن المعلوم أن علماءنا الأعلام (رحم الله الماضين وحفظ الباقين) كانوا وما زالوا الحصن الحصين للإسلام والمسلمين في كل عصر وزمان. نعم كانوا هم الأنوار الساطعة في عصر الغيبة خصوصاً المرجعية الدينية الرشيدة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دامت بركاته) لهم منا كل الحب والتقدير والاحترام سدد الله خطاهم للخير والعمل الصالح وجزاهم الله خير الجزاء، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين، هدانا الله وإياكم جميعاً لما يحبه ويرضاه إنه نعم المولى ونعم المصير.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat