زهرة فتية ، رقيقة ندية ،جميلة الشمائل ، أصيلة من سادة القبائل
اقحوانة قرشية ، دقيقة الملامح صاحبة المكانة العالية ، عفيفة مخدرة ، موحدة طاهرة ، بريئة من الوثنية
فالام برة كريمة بن عبد الدار ، والوالد وهب من أشرف العرب واعلاهم منزلة .
نشأت من عراقة النسب ...مشهود لها بالشرف والأدب ، نعم سيدتي : عرفتي بالذكاء وطلاقة اللسان فكنت افضلهم بيان ،
رباك عمك وهيب فصاغ منك جوهرة نفيسة تأخذ بمجامع كل لبيب ، عطر دارها ، خفرة مخبأة عن الأنظار .
لايعرفون لك ملامح ولايلمحون لك شخصا درة بني زهرة ، تحت خباء العفاف مصونة ، في زمان كان للفساد اعلام ورواد .
إيه ؛يا آمنة بنت وهب الزهرية ، نقية الجوارح لطيفة الجوانح .
صاغ لك المنان من جوهر القداسة ستر ، فأخفاك عن عيون البشر .
هيئك لأمر عظيم ....قديسة في السماء ...في جبهتك نور اليقين ..فملئ فؤادك حبا لرب العالمين .
زاهدة عابدة ..حجر طاهر ومن الدنس مطهر .
انشغل بك العرب وتسابق الشباب الى دارك طالبين الارتباط بهذا النسب .
لكن الإله المنان ادخرك لأمر عظيم وأختار لك من أطهر النفوس قرين
فكان الفداء بمئة ناقة عن إبن عمك عبد الله ،وإبن سيد البطحاء .
تترقبين الحدث في لهفة لخبر الفداء ...تحررت من النذر رقبته فتهيئ النور ليقترن بالضياء
أرتبطت روحك الطاهرة بإبن سيد العرب الملقب بالأزهر ...صاحب الغرة الأنور ..جميل المحيا ، رفيع الشمائل
زهد في كل أنثى سواك .
..فنادى منادي الافراح ...فكانت فرحة ممزوجة بدموع العيون محزونة لفراق بيت ابيك ، فصرتي الى بيتك الجديد ، فتهللت الحور العين وتمايلت سدرة النتهى لهذا الحدث العظيم .
وما أن جمعت مع رفيق دربك حتى رأيتي وكأن نورا خرج من جسدك فأضاء الدنيا ، وازدانت كواكب السماوات تتبختر القا وجمالا... وسمعتي قائلا يبشرك بسيد هذه الأمة ..فما أجمل هذه البشارة .
وبدات تلك الروى النورانية تترى على فؤادك تؤنسه كقطرات الندى على بتلات حياتك ، فترسم على ثغرك إبتسامة ،
تتورد وجنتيك بعطر ونور .
تلك الإشارات والإيحاأت والومضات تلونت بناظريك ،تعطر انفاسك ليوم خطه الجليل .
وحانت ساعة الفراق رحل عنك انيسك ولم يزل بالامس عريسك ، عشرة ايام قضاها برفقتك ...كانت دهرا من الأنس والسعادة ..اختلط حبه بشغاف قلبك ...ودعك على عجل والتحق بقافلة أبيه وكان هذا آخر اللقاء وآخر الوداع .
بعد شهرين من الغياب وصلت اخبار مرضه ثم موته ...فسودت الدنيا بعينك لكنها اشرقت بين ثنايا رحمك ، برقة يطرق
باب فؤادك ليأنسك ويزل وحشتك ...
وماهي إلا ايام حتى حانت ساعة الولادة ..فولدت الدنيا بولادته ..لم تأتي به بل هو من اتى بها ...
ولد النور واكتحل الديجور وتهللت الحور العين...وتهادت بالرياحين .
ولد الهدى والعروة الوثقى ..فوضعتيه في مهده تقلبين كفيه وتقبلينهما وتضعيهما على نبضات قلبك فيسكن أضطرابه .
تناديه محمد (صل الله عليه وآله) ..فتتمايل زهور الدنيا بين جنبيه ..ويتعطر الورى من شذى اسمه .تناغيه وتلازمين مهده
وترافقيه كظله ...كبر وليدك ستا من السنين . لم تكتمل فرحتك ..لم يرتوي من فيض حنانك ..ولم تكتحل عينيك بنبوته ..فغطاك المرض دثار ...طريحة الفراش تراقب فتاها ولاتفارق عينيه عيناها .
إلى ان ذبلت كل أوراقك ...ونحلت كل اوصالك ضممتيه إلى صدرك فهذا الوداع الاخير .
رحلت إلى ربها والتحقت برفيق دربها وهي في العشرين من عمرها ....
تركت حبيبها ترعاه يد الرحمن .
إيه أيتها الزهرة النضرة أنطفئ نور وجهكِ ، ولامس ترب الأبواء خدكِ فكان فيه قبرك ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat