ثقافة الصحف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا بد للتحول الثقافي من أسس داعمة لتنهض بمسؤوليات تؤهلها لحمل الهوية العراقية وقد شخصت هذه القضية في أغلب المنشور العراقي من حيث ظاهر المشكلة واعتبرت أن القضية الأساسية في إخفاق الثقافة العراقية وارتباكها تكمن في قضية انعدام الأمن..
نحن لا نعتقد إن توفير الأمن وحدة كافية للنهوض بالمستوى الثقافي فهناك أشياء كثيرة قد ادلهمت في الفكر الثقافي ومنها تسييس الثقافة لصالح كيانات متفرعة وتحزبات متفرقة وصراع أيديولوجيات تعمل لصالحها الخاص وكان من الممكن لها أن تنصهر في مصلحة الأمة..
ولكن للأسف تفرعت وتنوعت وتشتت المساعي فكل ثقافة أصبحت لها كيانها الخاص وهذه المسألة تعد من أهم السلبيات التي أدت إلى انخفاض الوعي الديني والوطني العام- وهناك مشكلة أخرى تعد من أهم المشاكل الخفية والتي تحتوي على مفهومين أسلوبيين أولهما: إهمال الأساليب الكتابية الموروثة والتي تعد من أهم الصيغ الأسلوبية مثل نهج البلاغة والصحيفة السجادية والأدعية والمناجاة والكم الفقهي والعقائدي لصعوبة صياغتها، والمفهوم الثاني: عدم استيعاب الأساليب الكتابية المستحدثة والمتنوعة التي تعد الآن من أهم المنجزات- فضيعنا بذلك الإيجاز الفني والإيحاء وفعل الدلالة..و...و.. وتمسكنا بلغة الكان كان ومكونات الجرس الخطابي ومطولات الأسلوب الممل حتى أصبحنا لا نمتلك الوعي لطرح تلك الثقافة إلى المنتوج المحلي.
فنجد أن الانغلاق على مفاهيم محددة تتلخص في إمكانية الطرح المباشر والبسيط مما سبب تعثر وسائل الاحتواء بين ركاكة الأسلوب وهشاشته- وصارت الثقافة الحالية تعتمد على إمكانية إيجاد المثقف الكسول الذي لا يريد أن يتعب ذهنه في استيعاب المكونات الحقيقية لثقافته وانغلاق مفردات الوعي القيادي أصبح لا يسمح لأحد بالتجاوز على حدود العجز المترهل- ونحن في أشد الحاجة إلى النهوض بهذه المستويات لمواجهة التحدي الخطير الذي يسعى إلى النيل من هويتنا الدينية والمذهبية ووطنيتنا المهددة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat