منسية أنا تحت أطباق الثرى.. والظلام هويتي.. نبضاتي قرقعة السلاسل الحمراء، وصوتي صدى حناجر المعذبين.. على حدودي تخبو تلك النبضات.. والموت المتسلسل من أعماقي وحده المنعم بالحرية يجول بلا رقيب.. منتزعاً عنوة تلك الأرواح المستغيثة من وقع الألم.. فقط لأنها تنشد الخلاص..
لكن هناك.. لا أدري من أي جانب مني..
في الحقيقة لم يعد مني منذ تجلى فيها وجه الله تعالى، كأنه حدث سماوي.. فهذا الكون قد حوّل مساره إلي..
بت معقلاً للسجود.. كعبة لبغداد.. والقبلة جبين الجلالة الناسك الموشوم بغرة الشمس الحمراء البازغة من رحاب الدوحة الأحمدية..
تحمل بيدها مشعل المؤامرة والسجان حاديها..
رائحة الغدر الأسود تمسخ جدراني..
أقبلت بائعة الآخرة تطأ أقدامها الولهى بالخسة سلالمي..
وهيكلي المرتعد من هول المكيدة المنبعثة من مكر بلاط الفاسدين..
ظنوا بهديتهم يفرحون.. ويمكرون والله خير الماكرين..
باغت الطريد صياده مقتنصاً.. تماماً كما جده القسور..
ارتعدت شاخصة بطرفها نحو السماء..
يا ترى.. ما عاين فؤادها وما رأى..
تفتقت حجب البصيرة.. رباه.. جنائن.. وصائف.. جمال وضياء..
أبهرها سليل الزاهدين..
خرت ساجدة لربها تائبة.. كتوبة سحرة فرعون للكليم.. وهكذا..
حانت لحظة النهاية.. اليوم تبدل لحن ابتهالاته..
فالموت يؤذن للرحيل.. سرى القاتل الخفي فاعتصر جسد الصابر..
لكن لا حبيب.. فيغمض عينيه.. لا أحد غيري أنا والغربة وكلانا لا يرحم..
ثم سكن الأنين.. فودعته نعشاً مسجى بقيود الحرمان والعذاب..
واحسرتاه.. الآن فقط انفرجت قضباني أمام هذا المحتسب..
وعلى جسر الوداع كان له موعد مع الأحبة..
انتظروه بقلوب أظناها الحنين..
لكن هيهات.. فقد حطت على ذلك الجسر رحلة السجون رحالها
رحلة قارع الغريب فيها الطغاة بالسجود والحديد..
غيّبوه.. كبلوه.. فهزم قيده فانتصر..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat