صفحة الكاتب : ميعاد كاظم اللاوندي

طامورة..
ميعاد كاظم اللاوندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  منسية أنا تحت أطباق الثرى.. والظلام هويتي.. نبضاتي قرقعة السلاسل الحمراء، وصوتي صدى حناجر المعذبين.. على حدودي تخبو تلك النبضات.. والموت المتسلسل من أعماقي وحده المنعم بالحرية يجول بلا رقيب.. منتزعاً عنوة تلك الأرواح المستغيثة من وقع الألم.. فقط لأنها تنشد الخلاص..

لكن هناك.. لا أدري من أي جانب مني..
في الحقيقة لم يعد مني منذ تجلى فيها وجه الله تعالى، كأنه حدث سماوي.. فهذا الكون قد حوّل مساره إلي..
بت معقلاً للسجود.. كعبة لبغداد.. والقبلة جبين الجلالة الناسك الموشوم بغرة الشمس الحمراء البازغة من رحاب الدوحة الأحمدية.. 
تحمل بيدها مشعل المؤامرة والسجان حاديها.. 
رائحة الغدر الأسود تمسخ جدراني.. 
أقبلت بائعة الآخرة تطأ أقدامها الولهى بالخسة سلالمي.. 
وهيكلي المرتعد من هول المكيدة المنبعثة من مكر بلاط الفاسدين..
ظنوا بهديتهم يفرحون.. ويمكرون والله خير الماكرين..
باغت الطريد صياده مقتنصاً.. تماماً كما جده القسور..
ارتعدت شاخصة بطرفها نحو السماء.. 
يا ترى.. ما عاين فؤادها وما رأى..
تفتقت حجب البصيرة.. رباه.. جنائن.. وصائف.. جمال وضياء..
أبهرها سليل الزاهدين..
خرت ساجدة لربها تائبة.. كتوبة سحرة فرعون للكليم.. وهكذا..
حانت لحظة النهاية.. اليوم تبدل لحن ابتهالاته..
فالموت يؤذن للرحيل.. سرى القاتل الخفي فاعتصر جسد الصابر..
لكن لا حبيب.. فيغمض عينيه.. لا أحد غيري أنا والغربة وكلانا لا يرحم..
ثم سكن الأنين.. فودعته نعشاً مسجى بقيود الحرمان والعذاب..
واحسرتاه.. الآن فقط انفرجت قضباني أمام هذا المحتسب..
وعلى جسر الوداع كان له موعد مع الأحبة..
انتظروه بقلوب أظناها الحنين.. 
لكن هيهات.. فقد حطت على ذلك الجسر رحلة السجون رحالها
رحلة قارع الغريب فيها الطغاة بالسجود والحديد..
غيّبوه.. كبلوه.. فهزم قيده فانتصر..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميعاد كاظم اللاوندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/20



كتابة تعليق لموضوع : طامورة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net