صفحة الكاتب : ساره صالح

محاكمة جاليليو
ساره صالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قرن من الزمان يفصل بين حدثين مهمين، الأول: حين حملوا بنقالة ابن السبعين وهو مهدم الجسم محطم الروح ومرهق النفس يقف أمام محكمة الكنيسة دون أن ترأف بمرضه وشيخوخته، كل هذا لأن الكنيسة لا تؤمن بأن الأرض تدور، فهي ترى أنه اختراع شيطان يدعى:{التليسكوب الانكساري} الذي أفصح هو الآخر على أن سطح القمر جبلي والمجرة تتألف من عدد هائل من النجوم، واكتشف أقمار المشتري الأربعة الكبيرة ولاحظ أنها تلتف حوله- واكتشف حلقة زحل ووجود الزهرة وكلف الشمس.. ترى الكنيسة أن كل شيء في الأجرام السماوي ترفعه الملائكة، والأرض فيض من الفساد لأنها مأوى الشياطين، وما جاء به جاليليو فاسد فلسفياً ومخالف للكتاب المقدس وأخيراً حكمت عليه المحكمة بالسجن الرسمي للكنيسة- لتتلو عليه:{مزامير الندامة} (حكمة جاليليو): أنني غير مدعو لأن أؤمن بأن الإله الذي منحنا الحواس والعقل والإدراك فكيف لا يسمح لنا أن نستعملها، وأنه يرغب بأن نصل إلى معرفته بأنفسنا عن طريق ما منحنا من قوى- يهمس في إذن صاحبه- أنني اشتم الساعات التي جاهدت فيها رغم إني لست بالنادم على ما أعطيت- 
ثم فقد بصره وكان قد طلب دفنه في مقبرة العائلة في فلورنسا . 
أما الحدث الثاني المهم أنها في 1737م وبعد مائة عام نقلت جنازة جاليليو باحتفال عظيم إلى المدفن الذي اختاره ودفن مع أصدقائه وشيد صرح ضخم فوق لحده وكتبه المنشورة في ستة عشر مجلدا لم تعد محرمة من قبل الكنيسة- قلت: أن التطور الحاصل بين الموقفين المتناقضين يدلنا على أن تعاليم الكنيسة هي تعاليم دنيوية لا علاقة لها ولا لكتبها المحرفة وتعاليمها بالدين، وإلا فتعاليم الدين تعاليم ثابتة متطورة لكنها غير متناقضة أبداً..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساره صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/20



كتابة تعليق لموضوع : محاكمة جاليليو
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net