اقتفيت اثر صديقي المتجه نحو "الكية" ارتقينا حيث مقاعدنا البسيطة جلس "يسلس" عباد الشمس وانا اتصفح كتاب الشيعة في الاسلام للطباطبائي توجه صوبي وهمس باذني: المكان غير مناسب للقراءة !
قلت له، سنبقى ننتظر في السيارة اكثر من ١٥ دقيقة وهي بلا شك دقائق كثيرة يمكن للقارئ المتمرس ان يستثمر فيها اكثر ١٠٪ من كتاب بمائة صفحة!
احترم مقولتي وهز برأسه كعادتنا حين نستغرب الاجوبة التي نسمعها كل يوم ، وحيث انشغالنا هذا جاءت عجوز ساعدها بعض الركاب للصعود، فجلست في منتصف السيارة وامامها ثلاثة شباب يضحكون بصوت مرتفع وكأنهم في بيوتهم ، مضى الوقت كثيراً ونحن ننتظر "النفر" الذي يقنع السائق بالتحرك ، وحصل ان عثرنا على بنت صعدت الى جنب العجوز فتحرك السائق عبر الشارع المعبد اسماً اذ كل "طسة" تهز اركان وجودنا وتبعثر كل شيء فينا وحين نرتبها مرة اخرى تجهز عليها "طسة" اشد فتكاً ولكن لم نهتم لما جرى بقدر استغرابنا الشديد من الفاظ الشباب الثلاثة اذ اخذ احدهم يشتم بصديق له وترقى بالسباب الى ان وصل للالفاظ الخادشة بالحياء حتى ان البنت قد ضاعت في عبايتها خجلاً فانتفض رجل متوسط بعمره قد مسك باحدهم فقال له، انتبه لحديثك هنالك نساء معنا في السيارة !
مضت بضع دقائق فعاود احدهم السب مرة اخرى وهو ينظر الى البنت !
فانطلق صاحبي وصفعه "بكفخة" لم يشعر بعدها باثر الطسات ولم يلتفت ولو مرة واحدة فقد كان"راشدياً محمودياً" مؤثراً ، فقلت له لماذا ضربته يا اخي؟
ضحك فقال، بعض الخلق يزداد فتكاً بالمجتمع حين ننصحه ونتحدث معه بلطف فالثور الهائج لا تقدم له " الشامية" كي تمسكه.
قد لا اتفق مع صديقي في تصرفه الا انه اكثر خبرة مني في الحياة الاجتماعية وربما جرب كفخاته على اناس واكتشف اثرها الكبير في التأديب!
لكن ما يحز في النفس فعلاً ان ترتفع الالفاظ النابية في الاماكن العامة بلا خجل ولا رادع!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat