أزمة نقد العلوم
حسن الجوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أطلعت على شخص يحلل فتوى الدفاع الكفائي من تخصصه النفسي ويناقش كرم العراقيين ويعتبره مرض من تخصصه النفسي أيضاً ويعتبر المناقشة في القضايا التاريخية تخلف وجهل من وجهة تخصصه النفسي… طبعاً ذكر أشياء أترفع عن ذكرها حقيقة .. ولست أدري من الذي أباح له هذه المناقشة ومن الذي ضمن له سلامة النتائج التي سيخرج بها، الأدهى من ذلك حين نقاشه بعض الإخوة، وكان رده: إن معطيات العلم هي من توصله إلى ذلك؟
هل رأيتم كيف تصل بنا بعض العلوم أن لم يكن لنا وعينا الديني وهويتنا الراسخة، وإلا ما الذي يدفع بشباب يحملون تخصص شهادة دكتوراه في الطب النفسي مثلاً إلى إصدار مثل هذه الأراء….
العلوم ليست معصومة، أغلب ما يتم تدارسه فيها يقبل النقاش والبحث ولا توجد مسلمات قطعية راسخة بحيث إذا تعارضت مع الدين نقدمها لأنها مقدسة وصادرة من وحي أكبر من وحي الدين!!
نقد النظريات ليست مشكلة ولا هي كفرة ولا كبوة بل هي حالة من التقدم والتحرر من قيود الأمم التي فرضت رؤيتها بصحيحها وسقيمها، والمؤمل من أصحاب التخصصات في أي دراسة كانت بيان وجه المعارضة أو الخطورة التي تحملها بعض النظريات والتوجهات البحثية او العلمية دون خوف أو مدارات أو تبريرات لانتماء للتخصص وما شابه من العوائق والعلل التي يتدرع بها بعض الإخوة.
معجب بصورة إجمالية: بالحراك الثقافي والفكري في مسألة نقد العلوم في عدد من المنصات الثقافية في الساحة العربية وتوجد بمنصات جيدة مثل إذاعة ثمانية وقناة حيرة على اليوتيوب وغيرها طبعاً من مشاريع في هذا الإطار.
نموذج: د وائل حلاق لديه نقد شديد للدولة بمفهومها المعاصر ويطرح أراء جريئة في نقد عدد من العلوم والمجالات وهو أستاذ في جامعات غربية معروفة ولديه كتاب جدير بالقراءة والتأمل اسمه (الدولة المستحيلة)، وقبله كان الدكتور عبد الوهاب المسيري الذي نقد العلمانية نقداً موجعاً وصار مرجعية في النقد لمن أتى من بعده..

الموضوع السابق تهجير الفلسطينيين؛ بين الحقيقة و الوهم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat