مقال بعنوان:"المُكلَّفون الصّغار والصّوم".
نعمت ابو زيد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نعمت ابو زيد

* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *
شهر رمضان شهر الله (عز وجل) وهو شهر يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو السيئات، وهو شهر البركة، وهو شهر الإنابة، وهو شهر التوبة، وهو شهر المغفرة، وهو شهر العتق من النار والفوز بالجنة.وقد اُمرنا بصيامه وأداء هذه الفريضة منذ بلوغنا سنّ التكليف الشرعيّ .
فمنذ أن يبدأ الولد رحلة التكليف (صبياً كان أو فتاة) تبدأ رحلته مع هذه الفريضة التي تُعتبر شاقّةً في البداية بسبب العمر الصّغير الذي يشقّ عليه تحمّل الجوع والعطش لفترة النّهار، لذلك يجب أن يكون لنا دوراً إيجابياً من شأنه المساعدة في تعزيز هذا الواجب وجعله محبباً عبر خطواتٍ يجب اتّباعها والإلتفات إليها، فلشهر رمضان فلسفة وغايات، ينبغي أن ننقلها للطفل بلغة بسيطة مفهومة وتتناسب مع عمره،لتهيئته قبل حلول الشّهرالكريم.
فكما يُروى أن الإمام الصادق (ع) كان يجمع أولاده قبل حلول شهر الصيام ويحدّثهم عنه ويوصيهم بوصاياه.
وتتمحور معاني شهر رمضان حول عدة مفاهيم أساسية ينبغي تركيزها في ذهن الطفل، بتكرار الأحاديث عنها وتجسيدها امام ناظريه عمليًا.
أولاً:شهر رمضان هو شهر الصيام:
قال رسول الله (ص) إذا أصبحت صائمًا فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك؛ إذا صمتم لا تكذبوا، لا تنازعوا، لا تحاسدوا، لا تغتابوا، لا تظلموا، لا تعصوا الله.
فلا ينبغي أن تنحصر معاني الصيام عند الطفل بالامتناع عن الطعام والشراب؛وأن يكون الهدف محصوراً فقط بهما ،كما ويُمكن حثّه على التفكير بجوع الفقراء ومن لا يملكون طعاماً ولنخلق له فرصة في المساهمة في تخصيص شيء من مصروفه لمساعدة عائلة محتاجة.
:شهر رمضان هو شهر ضيافة الله.ثانياً
فلنتأمل في معنى الضيافة الإلهية!
بالإمكان استخدام لوحة تحفيز تحتوي جيوباً بعدد أيام الشهر،وعند الإفطار يُكرم بما موجود فيها ومخصّص لهذا اليوم ليستشعر هذا العطاء الممتد من عطاء الله عزوجل.
:شهر رمضان هو شهر القرآن.ثالثاً
القرآن الكريم هو مأدبة الله في شهره، وبمقدار ما نتزود منها نغنم.
لِنسعَ إلى أن نخلق جواً محفوفاً بالنّفحات القرآنية عبر تخصيص برنامج قرآني يومي إن كان بحفظ بعض السّور،أو ختم القرآن مع ذكر الأحاديث المحفّزة والأجر الكبير الناتج عن هذا الفعل،أو سرد بعض القصص القرآنية التي يرغبها الطفل.
:شهر رمضان هو شهر المغفرة.رابعاً
قال الإمام الصادق (ع) "من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة"!
يمثّل شهر رمضان فرصة عظيمة لمحو الذنوب والأخطاء، والبدء من جديد..
لنشجّع أطفالنا على استثمار هذه الفرصة بترسيخ القيم والسلوكيات الجميلةولنعاملهم بإيجابية لنكون القدوة وليلاحظ الفرق فينا بدايةً.
خامساً:شهر رمضان هو شهر الدعاء.
"ودعاؤكم فيه مستجاب". لكن ألا يستجيب الله دعاءنا في كل وقت، وهو تعالى الذي قال "ادعوني استجب لكم"؟
يبدو أن شهر رمضان يبدّل حال الداعي. ولأننا نتوجه في شهر رمضان إلى الله بالعبادة والطاعات ونزيد اهتمامنا بشؤون الآخرة، تصفى قلوبنا ونصبح أكثر استعدادًا وتوجّهًا للأدعية المطلوبة.
من المفيد أن يحفظ الطفل بعض الأدعية الصغيرة المختصة بالشهر الكريم، وأن يُشجَّع على الدعاء والطلب من الله ولنُشعره بمدى قربه منا.
شهر رمضان هو شهر الله. سسادساً:
رغم أن الأيام والشهور والزمن كله لله، اختص سبحانه وتعالى شهر رمضان ونسبه إليه! ربما لندرك كيف يُقبِلُ علينا ربُّنا إذا أحسنّا التوجه إليه والعمل له.
من المهم أن يلقّن الطفل في هذا الشهر أن ينوي كل عمل يقوم به قربة الى الله تعالى.
هذه الدّعائم إن كانت ثابتةً في عقول أولادنا منذ اللحظة الأولى نمت وكبُرت معهم وأثمرت طاعةً خالصةً لله عزوجل،كما يُمكننا الإستفادة من الكثير من الفرص والمواقف الغنية التي يحتويها هذا الشهر المبارك ونكون على قدرٍ من المسؤولية كقدوة ونموذج لهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat