العراقيون بحاجة إلى علاج نفسي !!
سوسن عبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سوسن عبدالله

ما إن سأل الطبيب مريضه بماذا تشعر ؟ حتى نظر اليه المريض وقال :أنا خائف .. ضربني صدام ويضربني بوش والان يضربني الارهابيون وأنا خائف ؟! ويقول مدير مصح الرشاد التعلمي للامراض النفسية الدكتور(علي فرحان) : إنّ العراقيين في حاجة إلى علاج نفسي، فالحالة أصبحت لاتطاق (خوف، مشاهد مرعبة، حمّامات الدم التي تنقلها الفضائيات والمشاهد المسلحة) كل ذلك يولـِّد الكبت النفسي وأضاف الدكتور علي فرحان : يمر العراقيون بمرحلة اكتئاب نفسي شديد وخاصة عندما استفحلت في عراقنا عمليات القتل والخطف والانفلات الامني وتردِّي الخدمات، ولكن مقاومة الاكتئاب تختلف حسب المادة الجينية عند الانسان فعندما تكون ضعيفة يحدث منها الانهيار العصبي وأكد إن هناك مشكلة كبيرة تواجهها المصحّات العراقية هي قلة الاطباء بسبب الهجرة الناتجة عن التهديدات والاغتيالات، ولا يمتلك سوى مصحّين فقط هما الرشاد للامراض النفسية وابن رشد لمعالجة الادمان والطب النفسي، ولم نتلقَ مساعدات لا من منظمة الصحة العالمية ولا من أي منظمة أخرى غير اللجنة الدولية للصليب الاحمر وانقطعت بعد تفجير مقرهم في صيف 2003م وكان من بين المرضى طبيب أمراض باطنية في الثانية والخمسين من العمر يرتدي دشداشة ويدخن سيكارة وقد فقد عقله خلال الحرب العراقية الايرانية عام (1980-1988م)، وهناك (خالد توما) إختصاص علوم الجيولوجيا أصيب بإنهيار عصبي عندما رأى شخصاً يـُقتل فظنه أخاه .
ويقول الطبيب بشير فاضل أخصائي علم نفس بغداد :- على كل طبيب معالجة (150) مريضا نفسيا و المصاب بمرض عقلي لايمكن معالجته بسهولة وإنّ نسبة كبيرة من المرضى يراجعون المشعوذين بدل المصح, والكثير من العوائل العراقية ترفض جلب أولادها إلى المصحّات بسبب الخجل الاجتماعي، وهناك عدد كبير من المرضى لاتسعهم طاقة الاستيعاب فنحيله إلى المراجعات بينما نجد الكثير من المرضى ترفض عوائلهم أنْ تأخذهم كونهم يشكـّلون عليهم عبئا ماديا ونفسيا والقسم الآخر يغادر المستشفى ثم يعود اثر تعرضه إلى إنتكاسة مرة أخرى لذلك نجد الكثير من المرضى يرغب في الاستقرار هنا لكن لايوجد متسع لهم جميعاً، تقول الطبيبة (رغد عيسى) : وهي مسؤولة عن (120) مريضا نفسيا كان هناك إختصاصيون أجانب يأتون لغرض الاستشارة لكنهم انقطعوا بسبب عمليات الخطف والوضع الامني الغير مستقر علما ان المصح يقع في اخر مدينة الصدر بالقرب من قاعدة مشتركة للقوات الامريكية يقول الدكتور خلدون فائق :- نحاول ان لا نريهم العساكر ولا نعرض لهم نشرات الاخبار خشية ان يؤثر ذلك على حالتهم النفسية ونحاول تشغيلهم في فعاليات كثيرة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat