(استطلاع الرأي) (الألفة والتآلف بين الصديقين)
سوسن عبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سوسن عبدالله

الصداقة الحقيقة هي من أجمل العلاقات الإنسانية التي تتكون في حياة الفرد، ولا يقدر ان يفهم جمالها إلا من يملك صديقاً حقيقياً، الصديق وطن صغير، وأخ آخر، ونعمة عظيمة لن يشعر بها إلا من يفقدها، ما أجمل أن يكون لدى الانسان صديق يشاركه الفرحة والحزن، ويحمل عنه همومه، ويساعده في أمور حياته، ويعمل لمصلحته ويهمه أمره، ولا يحب أن يراه منزعجاً في يوم ما، يرغب دائماً في رؤية ابتسامته، ويعمل جاهداً ليكون صديقه مرتاح النفس والضمير، يسامحه على أخطائه إن أخطأ حتى لا يخسره، ويتمنى دائماً له الخير، ويدعو الله تعالى أن لا يصيبه مكروه، يتأثر معه بكل حالاته، إن كان سعيداً يفرح لابتسامته، وإن كان حزيناً يعمل ما بوسعه لإسعاده أو يحزن معه، فالصداقة كما العلاقة بين اليد والعين، حينما تجرح اليد تدمع العين، وعندما تدمع العين تمسحها تلك اليد بلطف وحنان، هذه هي العلاقة القوية والحميمة التي تجمع بين طرفين متفاهمين، كل منهما يخلص للآخر، ويملك في قلبه له المحبة والسلام، ويتعاونان دائماً على سبيل المعروف، بهذا الخصوص أجرينا استطلاع رأي لمعرفة عمق هذه الصداقة عند الناس:
المهندسة المعمارية سناء فاضل:
ينبغي على الانسان حسن الاختيار، والتمهل في اختيار الصديق، الصديق كماء الشرب إذا لم يكن نقياً صافياً، لا حاجة لنا به، لذا فإن الصداقة هي الألفة والتآلف بين روحين، وقد تختلف الصداقات التي تجمع كل صديق بصديقه، لكن تبقى قيمتها الإنسانية واحدة، فيها معان عظيمة وأخلاق دينية، ينبغي على الصديقين احترام هذه القيم، الصداقة أسمى وأكبر حب في الدنيا، فهي كنز لا يفنى أبداً، وهي رمز للمحبة والخلود لا يوجد في حب الله نفاق، ولا حسد، وإنما صداقة أساسها حفظ العهد.
المحامي سعد حسين:
للصديق أثر بالغ في حياة الانسان المطبوع على سرعة التأثير والانفعال بالقرناء والأصدقاء، الصديق الصالح رائد خير وداعية يهدي إلي الرشد والصلاح، كما أن الفاسد رائد شر وداعية ضلال يقود إلى الغي والفساد، لذا ينبغي أن يكون الصديق متحلياً بالإيمان والصلاح وحسن الخلق.
أن تتوفر فيه صفة التجاوب العاطفي وتبادل المحبة؛ لأن ذلك أثبت للمودة، وأوثق لعرى الإخاء، أن يكون الصديق وفياً، ربما تجد من حولك الكثير من الأصدقاء، لكنك ربما لا تجد منهم واحداً يفي لك بحقوق الصداقة، ويؤدي لك ما هو معتبر فيها، فإن التآلف بين الأصدقاء يبدأ من التآلف الروحي بين روحيهما، والأرواح هي التي تكشف بعضها قبل أن تكشف الأجسام ذلك، وهذه قصة تبيّن مدى أهمية الصداقة :
قال أبو جعفر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: إن الامام علياً (عليه السلام) صاحب رجلاً ذمياً، فقال له الذمي:
أين تريد يا عبد الله؟ قال: أريد الكوفة، فلما عدل الطريق بالذمي، عدل معه الامام علي (عليه السلام)..!
فقال له الذمي: أليس زعمت تريد الكوفة؟ قال: بلى.
فقال له الذمي: فقد تركت الطريق؟ فقال له: قد علمت.
فقال له:ـ فلِمَ عدلت معي، وقد علمت ذلك؟
فقال له الإمام علي (عليه السلام):ـ هذا من تمام حسن الصحبة، أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا (ص).
فقال له: أهكذا قال نبيكم؟ قال: نعم.
فقال له الذمّي: لا جرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، وأنا أشهدك أني على دينك، فرجع الذمّي مع الإمام علي (عليه السلام) فلما عرفه اسلم.
من نعم الله تعالى علينا أن آلف بين قلوبنا، وجعلنا إخوة وأنصاراً وأعواناً، وشرع كل ما يقوّي عوامل المحبة والألفة، وحرّم كل ما يوقع العداوة والفرقة بين الناس، كما قال النبي الكريم (ص): (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخلل).
(المصدر: منهج الامام علي فى القضاء: ج2/ ص21)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat