صفحة الكاتب : م . م . غصون مزهر المحمداوي

الشعائر الحسينية والشباب
م . م . غصون مزهر المحمداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، والسلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك.
 إنّ مدرسة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) هي مدرسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي النبع المتدفّق للقيم الإسلامية، وتاريخ عاشوراء هو الملهم من خلال خلقه للملاحم وتحريكه للعواطف والأحاسيس دوماً لجميع النهضات والثورات التي قامت بوجه الطغاة والظالمين، وكان اسم الحسين(عليه السلام) يتردّد دوماً على شفاه المجاهدين المؤمنين، والدمعة الحسينية تترقرق في أجفانهم والحبّ لكربلاء وعاشوراء قد أخذ بمجامع قلوبهم خلال الثورات التي قاموا بها ضدّ الظلم والطغيان.. ومن هنا تأتي أهمية دراسة الشعائر الحسينية خلال هذه الفترة الزمنية لحاجة المجتمع وأفراده الى الرمز والقدوة للمطالبة بالإصلاح في جميع الميادين.
 الآن لدينا فرصة جيدة لتعميق معرفتنا لمدرسة عاشوراء مدرسة الحسين (عليه السلام)، في أيام تتسم بالحرية العقائدية بعد سنوات طويلة من القمع والكبت، لذا تطرح أسئلة تتعلق بنهضة أبي عبد الله (عليه السلام) تدور في أذهان كثير من الناس، ولاسيما اليافعين والشباب، حيث يلاحظ الشباب الاهتمام الشديد بإقامة الشعائر الحسينية في أيام عاشوراء، فمن الطبيعي أن يطرح لديهم سؤال مهم ألا وهو: لأي هدف تقام هذه المراسيم وبهذا الاهتمام والاتساع عام بعد عام؟ وتكون الاجابة مختصرة وسريعة، وهي أن الحسين (عليه السلام) استشهد في سبيل الله والاسلام، ولابد من البكاء عليه، أو لأن لإقامة العزاء على الحسين (عليه السلام) ثواباً عظيماً، وهو سيشفع لنا يوم القيامة.
الآن هذه الاجوبة لا تكفي لشد اذهان الشباب نحو العبرة الحقيقية من إحياء ذكرى عاشوراء كل عام، فهي حادثة تاريخية مر عليها ما يقرب من أربعة عشر قرناً سواء كانت مرة أم حلوة، فإن آثارها انتهت في تلك الفترة، لذا لابد أن نبين لأي شاب أن الحوادث الماضية في كل مجتمع يمكن أن تكون لها آثار ضخمة في مصير ذلك المجتمع ومستقبله، وإحياء تلك الحوادث هو في الواقع إعادة النظر والرؤية الجديدة لتلك الحادثة، حتى يتمكن كل مجتمع وفي كل مرحلة زمنية من الانتفاع بها.
 من هنا تأتي أهمية اقامة العزاء في ذكرى واقعة الطف، وإعادة تمثيل الواقعة بوسائل حديثة ملائمة للعصر الحديث، وتسخير الامكانيات التكنولوجية في سبيل توضيح الاطار الملحمي للواقعة، مما يجعلها أقوى تأثيراً؛ لأن المشاهدة أقوى تأثيراً في شد المشاعر، وتنبيه الانسان الى أهمية الحادثة، الأمر الذي يدفعه الى دراسة ومحاولة تحليل الظروف والآثار التي ترتبت على هذه النهضة، بالإضافة الى محاولة الربط بين واقع الأمة حالياً، والظروف التي كانت موجودة في تلك الفترة من ظلم وقهر يحتاج الى قيام نهضة ذات مبادئ حسينية وثورة اصلاحية في جميع المجالات، لهذا يجب أن يعاد استنباط أهداف الشعائر الحسينية بطرق حديثة، تصل الى عقول الشباب الطامح الى كل ما هو جديد؛ بغية ترسيخ مضامين النهضة الحسينية، وتربية جيل متسلح بالمعرفة الحقة لأهداف نهضة أبي الاحرار (عليه السلام).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


م . م . غصون مزهر المحمداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/23


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الشعائر الحسينية والاصلاح  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : الشعائر الحسينية والشباب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net