صفحة الكاتب : جلال باقر

حـــشــرات الإعــلام
جلال باقر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما اشاهد وأقرأ البعض من المقالات في المواقع الموجودة على صفحات الانترنيت او المنشورات في الفيس بوك وغيرها من المواقع ، وخاصة في ما يتعلق بالدين أو الاخبار المفبركة والكيدية والمغرضة ، اتذكر عندما كنا صغاراً ونرى احدى العربات الخاصة برش المبيدات للقضاء على الحشرات والتي كانت تجول الشوارع أيام الصيف للقضاء على البعوض ، وكلنا يعلم المخاطر التي تسببها تلك المبيدات على البشر وخاصة الاطفال ، لكن كنا نشاهد الاطفال وحتى المراهقين يركضون خلف تلك العربات والدخان يملأ الرئتين وهم فرحين بذلك دون اي معرفة مسبقة أو حتى السؤال عن هذه المادة السامة وكانت تعتبر من الألعاب المفضلة ، عالم الاطفال وغياب المعرفة والتوجيه وحتى الاعلام في حينه لم يقم بدوره في توعية الناس .

لكن الان ارى نفس الحالة وبشكل أخر ومن أناس كما يدعون أنهم إعلاميين ومثقفين ومتفهمين وواعين والعالم أصبح قرية صغيرة ، وأي معلومة يمكن الحصول عليها في فترة وجيزة .

عالم الكبار أصبح في وضع لا يحسد عليه وأصبح في حالة من العجائبية والغرائبية بحيث يتم نشر اي موضوع على شكل منشور عادي أو مقال أو فيديو ، وخاصة المغرضة والمفبركة والكاذبة ترى الكم الهائل من التعليقات والهجوم الغير مبرر والمبني على اكذوبة ومفبركة ، دون الرجوع الى المصدر والبحث والتقصي للوصول إلى الحقيقة ، ومدى تأثيرها على المجتمع ، والمعيب أنهم يتصورون انهم أصبحوا فلاسفة العصر ومنقذين ومبشرين ويصححون ما هو خاطيء وغير مقبول ، والغريب عندما تريد ان تقدم المعلومة الصحيحة ترى الهجوم والاتهامات الغير منطقية ودفاعهم المستميت عن المقال او المنشور او الفيديو .

أنهم يتراكضون كالأطفال والمراهقين خلف المقالات والمنشورات والمواضيع الغير معقولة ويعانون من امراض لايمكن علاجها لا بارشادات الاطباء النفسيين ولا بالصعقات الكهربائية ولا بالنصيحة المقدمة من الاخرين ، لأنهم يعانون من امراض مستعصية دخلت في دمائهم واصبحت تزاحم الكريات الحمراء والكريات البيضاء ودخلت عقولهم واصبحت جزءً لا يتجزأ من شخصيتهم العجيبة والمقززة .

وأملي أن تعود تلك العربات التي كانت تجول الشوارع لتقضي على الحشرات ، ولكن لتقضي على العقول العفنة والمغرضة والحاقدة ، مع الفارق ان تلك العربات كانت تقضي على الحشرات لراحة الانسان والان لتقضي على البعض من البشر وأيضاً لراحة الانسان !

هؤلاء يعتبرون من عاهات هذه الأمة التي تعاني من الحروب والنزاعات التي لا تنتهي ، وخاصة في غياب القوانين التي تجرم مَن ينشر الاكاذيب والاشاعات ويكتب او ينشر ما يحلو له دون ان يحاسبه احد ، وأصبحت هنالك فوضى اعلامية !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جلال باقر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/10



كتابة تعليق لموضوع : حـــشــرات الإعــلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net