الجهل المرعب والخوض الفاشل
حسن الجوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسن الجوادي

1- مواقع التواصل غلّفت عقول الناس، فتوهم الاغلب استحسان اظهار رأيه في كل مسألة سواء توفرت معلومات حولها ام لا، المهم ان يناقش ويجادل مرة بداعي ابراز العضلات ومرة لان الجماعة التي يحبها تقبل او ترفض وهكذا يسير وفق نمطية مقولبة جاهزة.
2- وصلت الناس ولا سيما في الموضوعات الدينية ان تتناول الموضوع بقوة وبشحن كبير مع تسقيط او مديح خرافي فتشكلت جبهات واحدة تصد واخرى ترد!
3- الكارثة الحقيقة حين يتوغل شبابنا بهذا العالم والتيه الحقيقي يضربون هذا المرجع ويسقطون ذاك، يشرحون ما لا يستطيع حتى طلبة العلم الذين قضوا سنوات في البحث والدرس من شرحه، ويحكمون احكاماً قاطعة مع ان الموضوعات ظنية وليست قطعية ويتعمقون بالموضوع اكثر مما يستوجب ويجادلون بطريقة بدائية تنم عن ميول وسذاجات مقلقلة للغاية.
4- اعرف قدرك وحجمك قبل ان تصبح مضحة للخلق او مطية للاهواء ولا تندفع بتعليق او منشور ولا تتوهم ان الجرأة على العلماء او الشخصيات الفاضلة توصلك الى عليين وتضعك على الصراط المستقيم.
5- خذ هذه القاعدة وارتاح، "اذا نطق العالم فاستمع له وانصت" ، واذا تصرف العالم تصرفاً تراه لا يناسب المقام وخدشت عدالته فاتركه فلا يجوز تقليد من فقد العدالة التي هي من شروط التقليد في الفقيه.
6- هذه القاعدة تعم جميع التخصصات وليست خاصة في الدين فانا جاهل امام الطبيب واما المهندس وامام الاقتصادي ولا انقاش في المسائل الطبية واجادل الاطباء في تخصصهم ، فان تجاوزت هذه القاعدة العقلائية فليس الخلل في المتخصص انما الخلل فيّ، فانا من يجب عليه ان يراجع نفسه وليس المتخصص، فانا من تجاوز حده وعبر على حد غيره، وهذا عين الفضول!
7- اللغط الذي صار حول زيارة البابا من امثلة ونماذج حشر المرء نفسه في قضايا اكبر من حجمه ولا سيما وان التحسسات اخذت مأخذها!
8- لا تقع في فخ الجهل المرعب والخوض الفاشل في الموضوعات!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat