صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

عيونُ القوافي في جفاكَ هُمُولُ
رزاق عزيز مسلم الحسيني

عيونُ القوافي في جفاكَ هُمُولُ

وقلبي المعنّى في هواكَ عليلُ

تغنّيتُ دهراً في ربوعِكَ رافعاً

بها هامتي فخراً فراعَ مقولُ

فصفحاً لكَ العُتبى إذا كنتُ عاجزاً 

فقدرُكَ فوقَ المادحينَ جليلُ

تغنّاكَ قلبي صادقاً لا تملّقاً

فمالي على حبّي سواهُ دليلُ

فَلَو كنتُ أشدو في هواكَ تكلُّفاً

لما جفَّ عودي واعتراهُ ذُبولُ

لساني نديٌّ في مديحكَ عاطرٌ

وما كَلَّ نطقي فالثناءُ جزيلُ

وما عشتُ أنّي للعراقِ مُغرّدٌ

فؤادي حمامٌ والغناءُ هديلُ

فيا وطني لولاكَ ما كنتُ شادياً

ففيكَ غنائي ساحرٌ وجميلُ

وما كلُّ منْ غنّاكَ صانكَ مخلصاً 

وفيّاً كقلبي والوفاءُ قليلُ

عراقَ الهوى وقفٌ عليكَ قصائدي

إذا باحَ قلبي فالقوافي سيولُ

وما رمتُ أرضاً غيرَ أرضكَ موطناً

ولا دارَ في الحسبانِ عنكَ رحيلُ

بغيرِكَ ما طابتْ سنينُ تغرّبي

فأنتَ المُنى مالي سواكَ بديلُ

ومهما يَطُلْ عنكَ الفراقُ ومحنتي

فليسَ فؤادي عن هواكَ يحولُ

وإنّي لأصبو  للقاءِ تلهّفاً

فقدْ تاقَ أهلي لللقا وخليلُ

كأنَّ زماني يستلذُّ بشَقوتي

فيأبى همومي الراسياتِ تزولُ

يسوقُ الى قلبي ضروباً منَ الأسى

ولكنْ بأفراحِ الحياةِ بخيلُ

كأنَّ فؤادي لليالي دريئةٌ

ترامى بهِ الأيامُ فهو نُصولُ

 فلا راحةٌ لي حيثما كنتُ ثاوياً

 تجدُّ جراحٌ والضمادُ قليلُ

أُناجيكَ مشتاقاً بحلو قصائدي

مُناجاةِ صبٍّ والحبيبُ ملولُ

وأبقى رهينَ الذكرياتِ مُسهّداً

تعنُّ أمامي والدموعُ تسيلُ

تمرُّ ليالي البعدِ رزحى وئيدةً

فليلُ المنافي موحشٌ وطويلُ

اليكَ عتابي غُصّةٌ ومودّةٌ

قصيدي وأشواقُ الفؤادِ رسولُ

ولولا ودادي ما صدحتُ معاتباً 

يلحُّ على قلبي الهوى فأقولُ

وما رُمتُ فيهِ استدرُّ عواطفاً

فؤادي جليدٌ للخطوبِ حَمولُ

وكم لامني فيكَ العذولُ جهالةً

ولم يدرِ أنّي في البعادِ قتيلُ

وما رمتُ في هذا العتابِ مآرباً

فما غايتي الا اليكَ قفولُ

فعذراً أبا النهرينِ إذْ كنتُ شاكياً

فإنّي بما أبديتُهُ لخجولُ

عتبتُ وفي مُرِّ العتابِ حلاوةٌ

ولولا الهوى ما كنتُ فيهِ أُطيلُ


أبتْ نفسيَ الشمّاءُ تهوي لمطمعٍ

ولو أنَّ لي مُلكَ العراقِ يؤولُ

رحيلي اضطراراً عن ثراكَ سحابةٌ

وأرجو سريعاً تختفي وتزولُ

أناديكِ شوقاً من بلادٍ بعيدةٍ

وأخشى فراقي عن ثراكِ يطولُ

صبرتُ طويلاً والأماني تبدّدتْ

فليسَ لما أصبو اليهِ وصولُ

أذوبُ اشتياقاً كلَّ يومٍ كشمعةٍ

ويشتدُّ مِنْ طولِ الفراقِ غليلُ

وضجَّ اصطباري والهمومُ تزاحمتْ

تصولُ بصدري حرّةً وتجولُ

طموحي بعيدٌ والحياةُ عنيدةٌ

وعزمي حسامٌ والزمانُ كليلُ

وَمِمَّا زادني حزناً عليكَ وحسرةً

أراكَ بعيداً ما اليكَ سبيلُ

فدونَكَ يا مهدَ الحضاراتِ كلّها

أحسُّ بأنّي ضائعٌ وذليلُ

بلادي وَإِنْ طالَ التغرّبُ والأسى

فإنّي هوىً باقٍ اليكِ أميلُ

أأطلبُ في المنفى ملاذاً وموطناً

 ويسكنُ جنّاتِ العراقِ دخيلُ

بعيداً عنَ الأوطان أشقى بغربةٍ  

 وينعمُ فيها خائن وعميلُ

أعدلٌ ملايينٌ تموتُ منَ الطوى

ويلعبُ سرّاقُ بها وذيولُ

فهل أرتجي منكَ النهوضَ الى العُلى

وقد لفَّ شعبَ الرافدينِ خمولُ

خطوبٌ أتتْ تترى عليكَ كوابلٍ

أرَعْنَ فؤادي واستفاضَ عويلُ

وأعظمُ خطبٍ قد سمعتُ فهالني

{تقادُ بحبلِ الجاهلينَ عقولُ}

فيا وطناً بالجهلِ والظلمِ غارقاً

أعيذُ العُلى أنْ يعتريكَ أفولُ

رعاةُ بلادِ الغربِ فخرُ شعوبِها

وأمّا بلادي فالرعاةُ طبولُ !!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/27



كتابة تعليق لموضوع : عيونُ القوافي في جفاكَ هُمُولُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net