صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

حياة الزهراء بعد أبيها ، أهمّ تأريخٍ في الإسلام / ٣
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قلنا فيما سبق من كلام في هذه السلسلة أن القوم بعد أن ادركوا أهمية الزهراء في الاسلام ووظيفتها العامة فيه وأن رضاها وغضبها علامة بارزة لرضا وغضب الله تعالى ورسوله وأنها بهذا الأمر تمثل بوصلة اسلامية كبيرة .. سعوا أولاً الى قتل هذه الصفة ومحاربة هذه الشخصية المحورية قبل أن يقتلوا شخصها عليها السلام ..

واتبعوا في سبيل ذلك عدداً من الخطوات واتخذوا عدداً من القرارات الخطيرة واستعملوا اكثر من اسلوب ..

فالجريمة التي حصلت عند باب بيت الزهراء لم تكن عبارة عن شجار وقع بين فئتين ، ولم يكن خلافاً بين جارين كما يحصل احياناً بين ابناء المنطقة الواحدة .. وانما ما حصل في هذه القطعة الزمانية والمكانية هو عملية شرخ عسيرة ومؤلمة في جسد الأمة الواحدة والعقيدة الواحدة ، هذا الألم وهذه العسرة وقعت في أعلى درجاتها على بيت علي والزهراء خاصة .. هكذا ينبغي أن ننظر الى الأمور .. فكما ننظر الى حوادث الاعتداء على الانبياء من قبل اقوامهم من حرق وصلب ونشر .. الخ بأنها حروب عقائدية ، فكذلك ما حصل على باب الزهراء الذي قال عنه رسول الله ( باب فاطمة بابي وحجابها حجابي ) بأنها حرب عقائدية ..

الوقوف أمام هذا الباب والتجرؤ على أهله .. وعدم الاكتراث بمن كان يقف خلفه حتى و " إن " كانت الزهراء - كما قال كبيرهم - ... ! ، وجَمْع الحطب وحرقه ودفع الباب بقوة حتى يُكسر ضلع فاطمة ويسقط محسنها ، والدخول الى بيت من بيوتات النبي عنوةً واعتداءً ، ثم يطئوا ريحانتي رسول الله ، الحسن والحسين ، واقتياد رب هذا البيت مكبّلاً .. كل هذا هو محاولة لطمس شخصية أصحاب هذا البيت وتوهين أمرهما في الأمة وبالتالي افساد تأثيرهما على ما يريدون ان يتخذوه من اجراءات باطلة وشيطانية في الاسلام ..!

كان علي بن أبي طالب يدرك ذلك كله ، ويدرك أن هوية وشخصية الاسلام كلها مهددة ولا يقف الأمر عند هوية وشخصية بيته .. ووجد أن الصبر وتحمل المصائب هو أهون الشرين ويفضي الى أقل الخسائر فصبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى كما يقول في خطبته عليه السلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/20



كتابة تعليق لموضوع : حياة الزهراء بعد أبيها ، أهمّ تأريخٍ في الإسلام / ٣
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net