يمارسُ كل إنسان مقداراً معيناً من السلطة وأعني من السلطة النفوذ بما يملك من هيمنةٍ وتأثير في القرار والوظيفة على الغير، وبقدر ما تتسع مساحة السلطة تزداد أهميّة المسؤولية والخطورة أكثر فأكثر - شعور البحث عن النفوذ والهيمنة يكاد أن لا ينفك عن الإنسان لحظة، ذلك الشعور المرافق لمسيرة الانسان الحياتية يتنوع ويتشكَّل بتشكلات المصاديق والدرجات الاجتماعية وعلى هذا الأساس تعد دائرة العلم والمال وتأثير القرار والرأي، وشهرة الجاه ورجوع الآخرين إليه بمختلف الرجوع جزء من ميادين السلطة ومساحات النفوذ .
وبحسب تفسير أهل المعرفة لشعور السلطة المستودع في باطن الانسان يعني البحث عن الكمال، والإنسان بفطرته مجبول وباحثٌ عن قلائد الكمال، والسلطة نوعٌ من الكمال، قد يخطأ في تطبيقها واستخدامها ذاك بحثٌ آخر لا علاقة لنا به .
مراعاة مصالح الآخرين بما يتمتع المرء من مكانةٍ وتأثير جزء من مسؤولية السلطة التي تبوءها أيّاً كان موقعه ذلك الشخص المتسلط، ولعلّ النصوص الروائية التي وصفت الحاكم بأنّه ظل الله في الأرض إشارة إلى هذا المعنى من حيث رجوع مصالح الآخرين إليه، وبطبيعة الحال أن الظل يمكن أن يمتد أو يتقلّص بحسبه، ورجوع مصالح الآخرين وحاجاتهم بحد ذاتها نعمة لا تقدر بثمن ولا عدد، وقد جاء بمضمون في البيانات الروائية أن حوائج الناس من نعم عليكم فلا تملوها - عن الإمام الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ): «اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى غَيْرِكُم» بحار الانوار ج٧٥-ص١٢٦]
إذن كل فرد إنساني بما يملك من وظيفة اجتماعية من حيث النفوذ أو التأثير فهي نعمة كمالية نافعة له وفي الوقت ذاته تترتب عليه مسؤوليات ومسائل وقيود- فالنظام الأحسن الحياتي قائم هكذا في تركيباته وتنوعاته الطبيعية حتى تصل إلى أعلى سلطة في الموقع الاجتماعي، ومن الخطأ حصر السلطة بالمعنى السياسي المتداول، وبهذا يتضح أننا سلطويون ومسؤولون في مواقعنا جميعا ً - مناط المسؤولية مأخوذ بمقدار التأثير وموقعية النفوذ والعطاء، وما جعل عليكم في الدين من حرج والى الله المصير .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat