صفحة الكاتب : محمد الحسناوي

ماهي الديمقراطية؟
محمد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هي عبارة عن مجموعة من القوانين يؤسسها الدستور تقوم بترتيب حياة المجتمع من أجل الوصول الى تطبيق كامل لمبدأ العدالة الاجتماعية وهي ليست جرعة جاهزة أو تغيير جذري وإنما تأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المجتمع من ناحية القيم والمبادئ والأخلاق والمعايير الاجتماعية والصبغة الدينية، أي إنها عبارة عن إجراءات تنظيمية، ولهذا السبب فأن تطبيق الديمقراطية يختلف من مجتمع لآخر طبقاً لإختلاف هذه المبادئ والمعايير، أي إننا لايمكن على سبيل المثال أن نأتي بنموذج الديمقراطية الغربية أو الأمريكية ونطبقها على المجتمع العراقي لأنها وببساطة سوف تصطدم بالقيم الاجتماعية الشرقية للمجتمع العراقي وكذلك سوف تصطدم بالدستور العراقي الذي يقر بأن الإسلام هو المصدر الأساسي للتشريع، أي إننا لايمكن أن نقوم مثلًا بتشريع الزواج المثلي أو تعليم الاطفال في المدارس الثقافة الجنسية أو عمليات تغيير الجنس من الذكر الى الانثى أو بالعكس حتى نقول بأننا قد أصبحنا ديمقراطيون، "على الرغم من أن هذه المواضيع هي محل جدل حتى في المجتمعات الغربية العلمانية"، لكن على كل حال نقول بأن هذه الثقافة والسلوكيات هي تتناسب مع مجتمعاتهم لأنهم مجتمعات علمانية ذات دساتير أغلبها علمانية لا تعترف بالأديان، لذلك فأن الديمقراطية يجب أن تأخذ بنظر الثوابت التي تحدثنا عنها طبقاً لطبيعة المجتمعات الأخلاقية والدينية.

- حرية التعبير وحرية إبداء الرأي وحقوق الإنسان:

طبقاً لما تقدم نستطيع أن نرتب التشريعات الدستورية الخاصة بخصوص حرية التعبير وحرية أبداء الرأي وحقوق الإنسان.

- ماهي حرية التعبير وحرية إبداء الرأي؟

هي أسم على مسمى، بمعنى أن يكون للإنسان حرية النقاش والإدلاء برأيه حول أي موضوع نقاشي مثير للجدل من أجل التوجيه والتصحيح والتسديد والوصول الى أهداف ذات منفعة وفائدة للفرد والمجتمع والبلد، وحرية التعبير هنا لاتعني التجاوز والتحريض والشتم والازدراء والتحقير والتقليل من شأن، أي أن الهدف من أبداء الرأي هو من أجل البناء وليس من أجل الهدم.

 

على سبيل المثال:

قبل فترة وجيزة كنت أشاهد مناظرة تلفزيونية حول موضوع نقاشي يتعلق بمؤسسة يرأسها عسكري سابق هدفها التمجيد بالديكتاتورية وكان رئيس هذه المؤسسة يرى بأن الدستور الإسباني يضمن له حرية التعبير وحرية أبداء الرأي ولكن أحد الضيوف الذين كانوا في الاستديو قال له بأن حرية التعبير وحرية إبداء الرأي كذلك لها حدود.

أي أن هنا في إسبانيا على سبيل المثال يعانون كثيراً من موضوع ذكورية المجتمع والعنف ضد المرأة، فلذلك لايجب إستخدام حق حرية التعبير وحرية إبداء الرأي من أجل التحريض ضد المرأة.

لذلك فمن الضروري أن ينحصر موضوع حرية التعبير وحرية إبداء الرأي للإدلاء بآراء بنّاءة حول مواضيع جدلية حتى لاندخل بدهاليز سوء الفهم.

المساواة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية:

هو إحساس طبيعي بالإنصاف يشعر به المواطن من دون تمييز على أساس الجنس أو الانتماء القومي أو الطائفي أو على أساس التوجهات الفكرية أو العقائدية، بل يكون التقييم حسب مبدأ تكافؤ الفرص. وهنا تجب الإشارة مرة أخرى الى أن حقوق الإنسان وحقوق المرأة يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار الذوق العام في البلد، أي إننا لايجب أن نقوم بإمتهان كرامة المرأة حتى نقول بأننا حققنا مبدأ حقوق الإنسان وحقوق المرأة، لأن هذه المسائل تبقى هامشية أو غير ذات أولوية قياسًا بحق المرأة في التعليم والعمل والقيادة الإدارية والسياسية حالها حال الرجل.

من الضروري جداً بأن من يريد أن يُقحِم نفسه في هذه المواضيع أن يكون صاحب وعي وثقافة عالية حتى لايتحول الى مُتَلَقّي ينفذ إملاءات من الاخرين بدون نقاش مثل تلميذ المرحلة الاولى في الابتدائية. تذكروا بأن العراق أثناء حكم حمورابي قبل الفي سنة قبل الميلاد كان دولة قانون وحقوق إنسان عندما كان الاخرون غير موجودون على الخارطة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/17



كتابة تعليق لموضوع : ماهي الديمقراطية؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net