هل خذل الشعب المظاهرات ؟
ايوب عدنان الأسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايوب عدنان الأسدي

بعد رفع الخيم وفتح الطُّرق تدريجياً نرى البعض يتّهم عامة الناس بخذلان الاحتجاجات ؛ لذلك نقول :
لم تخذل الناس الاحتجاجات بل وقفت معها وقوفاً مُشرّفاً تمثّلَ في الحضور والمشاركة ، والدعم المادي المتواصل ، والتعاطف مع شهدائها وجرحاها ، ومساندة مَطالبها الحقّة .
لقد كان الحضور الجماهيري الشعبي عظيماً حيث قالت عنه المرجعية العليا في خطبة (٢٠١٩/١١/١٥) :
( إنّ المواطنين لم يخرجوا إلى المظاهرات المُطالبة بالإصلاح بهذه الصورة غير المسبوقة ، ولم يستمرّوا عليها طوال هذه المدة بكل ما تطلّب ذلك من ثمن فادح وتضحيات جسيمة إلاّ لأنهم لم يجدوا غيرها طريقاً للخلاص من الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم، والخراب المستشري على جميع الأصعدة، بتوافق القوى الحاكمة ـ من مختلف المكونات ـ على جعل الوطن مغانم يتقاسمونها فيما بينهم وتغاضي بعضهم عن فساد البعض الآخر، حتى بلغ الأمر حدوداً لا تُطاق )
فعامة الناس رأت فسحة الأمل في هذه الاحتجاجات ، وأنّ على يد هؤلاء الشباب تكون بوادر التغيير والإصلاح .
لكن ما الذي حصلَ لتكفَّ الناس عن دعم الاحتجاجات ؟
من الواضح أن كثرة الأخطاء -من قبل أفراد وجماعات محسوبين على المظاهرات- التي رافقت الحِراك جعلت هذا التضامن منحسراً ، وقد حذّرت المرجعية العليا من هذه النتيجة في خطبة (٢٠١٩/١٢/٦) :
( لا شكّ في أنّ الحراك الشعبي اذا اتّسع مداه وشمل مختلف الفئات يكون وسيلة فاعلة للضغط على مَن بيدهم السلطة لإفساح المجال لإجراء إصلاحات حقيقية في إدارة البلد، ولكن الشرط الاساس لذلك هو عدم انجراره الى أعمال العنف والفوضى والتخريب، فانه بالإضافة الى عدم المسوغ لهذه الأعمال شرعاً وقانوناً ستكون لها ارتدادات عكسية على الحركة الإصلاحية ويؤدي الى انحسار التضامن معها شيئاً فشيئاً، بالرغم من كل الدماء الغالية التي أُريقت في سبيل تحقيق أهدافها المشروعة ) .
فهذه تجربة واختبار ينبغي أن تُؤخذ بنظر الاعتبار لمَن يريد أن يقود حركة احتجاجية إصلاحية مستقبلاً ، وقد لاحظنا بوضوح مدح الناس وثناءهم عندما أحيى شباب ذي قار ذكرى انطلاق الاحتجاجات بسلمية وتنظيم في ساحة الحبوبي في (٢٠٢٠/١٠/٢٥) على الرغم من :
١- كثرة السلبيات السابقة التي حصلت في الناصرية .
٢- تسخير الإعلام السياسي الحزبي المأجور لتشويه صورة محافظة ذي قار مستغلاً الأحداث السابقة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat