صفحة الكاتب : الشيخ احمد صالح ال حيدر

رزية الخميس وضياع الأمة
الشيخ احمد صالح ال حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ 

بعد أن ارسل الله تبارك وتعالى رسوله بدين الحق والهدى وجعله للعالمين رحمةً وبشيرا وداعيا الى الحق وسراجا منيرا. حيث أدى حق الرسالة بهمةٍ ومااوذي نبي كما اوذي صلوات اللّٰه وسلامه عليه فصّد أهل الشرك والضلال وارسى قواعد الايمان والفلاح ونثر العدل والصدق على ربوع العالم وشع نوره حتى مليء الارجاء فلا لفظ ولامعنى يؤديان حقه ولاحروف تترجل في حضرة قدسة الشريف فقد كان خُلقه القرآن حيث ورد في صفاته عن المولى أمير المؤمنين عليه السلام "مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ » 
فالنبيّ صلى الله عليه واله وسلم كان مستقرّه في الأصلاب الشامخة ، وهو خير مستقر. ونبت في أشرف رحم مطهّرة ، وأسرة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هي أسرة الكرامة والسلامة من أن تدنّس بالتلوّث بأيّ رجس من الأرجاس المعنويّة وكذلك ورد « حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً ، وأَعَزِّ الأَرُومَاتِ ـ الأصول ـ مَغْرِساً ، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَه ، وانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَه ، عِتْرَتُه خَيْرُ الْعِتَرِ ، وأُسْرَتُه خَيْرُ الأُسَرِ وشَجَرَتُه خَيْرُ الشَّجَرِ ، نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وبَسَقَتْ فِي كَرَمٍ » 

لكن اولياء الشيطان لم يطب لهم فتوحاته التى ارتقت بالإنسان وعرّفته انسانيته  فعندما لم يستطيعوا أن ينهو رسالته من الخارج فكان نصر الله يحيطه ولو كره المشركون فتسللوا بخلسةٍ وبنفاق أسود إلى صفوف المسلمين ولبسوا جلباب الاسلام زوراً وبهتاناً فلم يرقبوا له حرمة إلا وهتكوها وما رزية الخميس إلا بوابة الفتن الكبرى التي قصمت ظهر الاسلام إلى يومنا هذا فغصبوا حق خليفته وهتكوا دار ابنته بعده وهذا حبر الأمة ابن عباس ينقل لنا زيف ادعائهم الاسلام [فأفاق عليه وآله السلام فنظر إليهم، ثم قال. (أتوني بدواة وكتف، أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا) ثم أغمي عليه، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا فقال له أحدهم: ارجع، فإنه يهجر!!! فرجع. وندم من حضره على ما كان منهم من التضجيع  في إحضار الدواة والكتف، فتلاوموا بينهم فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد أشفقنا من خلاف رسول الله.
فلما أفاق صلى الله عليه وآله قال بعضهم: ألا نأتيك بكتف يا رسول الله ودواة؟ فقال: (أبعد الذي قلتم!! لا، ولكنني أوصيكم بأهل بيتي خيرا) ثم أعرض بوجهه عن القوم فنهضوا، وبقي عنده العباس والفضل وعلي بن أبي طالب وأهل بيته خاصة.
فقال له العباس: يا رسول الله، إن يكن هذا الأمر فينا مستقرا بعدك فبشرنا، وإن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص بنا، فقال:
(أنتم المستضعفون من بعدي) "الارشاد ج١]
فانقلبت الأمة على اعقابها واخذوا باقصاء أهل بيته واوصيائه عليهم السلام فغصبوا خلافته وقتلوا عترته وشردوهم واقصوهم فأوغلوا في دمائهم الطاهرة وتفاخروا بظلمهم فالبسهم الله ثوب الذلة والشطط والفتن إلى يوم يبعثون فضيعتّ هذه العصابة دينها بشهوة الملك ولبست جلباب الدنيا واعرضت عن الكتاب وحرفت منازله وتأويله حتى هُجر وترى وسُلط على رقاب المسلمين الطلقاء وابنائهم ومن لاعهد بدين أو حتى شرف فأسسوا دينا قائم على بيعة زعماء الظلم والجور وابعاد الكرام حيث تلقفها أبناء البغايا الظالمين   ايها العزيز إلا ترى غب مااسسه الأولون في زماننا من إشاعة الظلم والطغيان وثقافة اقصاء الابرار التى كان رائدها من اتهم رسول الحق تعالى بالهجران حاشاه روحي فداه فهو الذي (مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى - النجم 4:3) فأصبحت منابر الاسلام اعوادا وابواقا لمرتزقة الشيطان واسسوا مذاهب البلاط واشرفوا على طمس آثار الكتاب والعترة ولكن الله ناصر اوليائه .

 ...السلام عليك سيدي يارسول الله وعلى آلك الاطهار آل الله ولعن الله ظالميهم ومن اعان على ظلمهم ورزقنا الله شفاعتكم يوم لاظل إلا ظله 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ احمد صالح ال حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/17



كتابة تعليق لموضوع : رزية الخميس وضياع الأمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net