أهمّيةُ وجود المرجعيّةِ الدينيّةِ العُليا الشريفةِ في زمن الغيبة الكبرى ، وضرورةُ طاعتها واتّباعها منهجاً وسلوكا
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

إنّما تتأتى هذه الأهمّية من كون المرجعيّة الدينيّة هي الجهة الفقهيّة والعلميّة الموثوقة والمأمونة والعادلة والأتقى والأقدر على استنباط الأحكام الشرعيَّة من أدلّتها التفصيليّة المشروعة قرآناً وسُنّةً وعقلاً وعُقلاءً وسيرةً وعُرفاً وتقديمها للمُكلّفين في عباداتهم ومعاملاتهم وشؤونهم الحياتيّة عامةً .
، وبذلك تتمكّن من تنظيم الرؤية التشريعيّة الدينيّة للحياة وطريقها وضبط حَرَاك الإنسان وفقها في أفعاله وتروكه .
وقد دلّت عدّةٌ من الروايات الصحيحة والمُعتبرة على ذلك ، منها :
ما قاله : أمير المؤمنين عليٌّ ،عليه السلام : (إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِه - ثُمَّ تَلَا قوله تعالى : (( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه - وهذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا ))آل عمران ،68.)
: نهج البلاغة ، ت ،د ، صبحي الصالح ، ص484.:
(مجاري الأُمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأُمناء على حلاله وحرامه)
:بحار الأنوار ، المجلسي ،ج97 ،ص 87.:
وأيضاً ما روي عن أبي عبد الله ،الإمام جعفر الصادق، عليه السلام ، قال : ( إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء ، وذاك أنَّ الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنّما أورثوا أحاديثَ من أحاديثهم ، فمَن أخذَ بشيء منها فقد أخذ حظاً وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ؟ فإنَّ فينا أهل البيت في كلّ خلفٍ عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المُبطلين ، وتأويل الجاهلين )
: الكافي، الكليني ، ج1،ص31.:
وفي الرواية المعتبرة عن صاحب العصر الزمان ، عجّل اللهُ فرجَه الشريف - أنّه قال : (وأما الحوادث الواقعة ، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنَّهم حُجتي عليكم ، وأنا حُجةُ الله عليهم)( بسند صحيح)
:انظر : عوائد الأيّام ، المحقّق النراقي،ص442.:
وهذه النصوص القيّمة فيها دلالةٌ واضحةٌ وجليّةٌ على أنَّ الفقهاء هم أُمناءُ الله ورسُله على حلاله وحرامه ، وبيدهم مجاري الأمور والأحكام ، وهم الحُجَّة على الناس في زمن غيبة الإمام المَهدي ، عجّل اللهُ فرجه فيلزم شرعاً وعقلاً اتّباعهم وتقليدهم وطاعاتهم .
فهم المسؤولون عن حفظ الإسلام والأوقاف العامة والدماء والأعراض، والأموال ، والدفاع عن الدين ومصلحته في مختلف الجهات عقائديّاً و فقهيّاً وفكريّاً واجتماعيّاً وأخلاقيّا وتربويّاً من أجل استقامة المسلمين والمؤمنين والمجتمع وهدايته .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat