صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

تأملات في زمن كورنا "حيوانات في قفص الاتهام" 
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  مع بداية الألفية الثانية للميلاد شاهدنا هجوما كبيرا لأمراض الضربات القاضية، التي تناور باليمن وتخطف باليسار، فكل منها لديه طريقة للتغلب على  أجسامنا.

 مساكين أجدادنا فبعدما كانوا يستأنسون بوصفات الحرمل وخلطاته العجيبة وقت الغروب لطرد الجن والأرواح الشريرة، وأكتفت أمهاتنا بوضع الملح والرماد على سرة الطفل المولد لمنع الالتهابات، وشراب "الزاغ" لقتل الديدان  ومنع الفطريات في الفم ، بطعمه الذي لا ينسى وكنا مجبرين على تناوله في الصباح قبل الفطور والا حرمنا منها.

 فيما مضى كانت جداتنا يملكن كنزا  لمعلومات طبية توارثنها جيل بعد جيل، انفلاونزة ونزلات البرد كان التبخر بورق شجر الكالبتوس علاجها، وأما طب الأطفال فالجدة خبيرة لا يضاهيها أطباء العلم الحديث، فبكاء الطفل يعني معاناته انتفاخ فقليل من ماء علك المر أو دحرجة بين رجليها لأنه ممتون حسب تشخيصها، وإذا كان لديه ضيقا بالتنفس فقطرات من حليب الأم في أنفه كافية لحل الأشكال.

 كان الرحمن جل وعلى معهم وقتها فسترهم و كفاهم شر الأمراض، بأبسط ما متوفر لديهم من العلاجات، لأنه كان لهم في حينها نصيبا من البراءة والفطرة والإيمان العفوي بخالقهم، زال معظمه لما ابتلينا بأكل الربا والحرام وقتل النفس المحرمة، وكثيرا من كبائر الآثام.

 فجأة وبدون مقدمات تفاجئنا بجنون البقر والذي أصلا كنا نعاني منه كبشر، فجنوننا أعظم من ذلك الذي أصاب الأبقار المسكينة ، فنحن من طورناه  في مختبراتنا ورمينا بلاءه على المساكين الأبقار، وقبل ان ننساه وبدون مقدمات طل علينا الإيدز الذي أنتقل من القرود إلى البشر، فمصادفة غريبة وعلاقة متينة تربط ما بين القرود والبشر.. فليس من المعقول أن يقتل الجد أبنه، ومنها وبدون مقدمات تشير أصابع الاتهام إلى الدجاج المسكين الذي لا حول ولا قوة له، فبعدما تحمل سكاكيننا الإف السنين عدنا لنرمي التهمة عليه بالتسبب بقتل البشر من خلال أنفلاونزة الدجاج، وصرنا نشك بكل دجاجة بريئة ونرمي التهمت عليها ، وأما الممسوخة الخنازير فهي في أصلها لا تستطيع دفع التهمة عن نفسها ، فهي متهمة بالقذارة والوباء.

 آخرها وليس أخيرها كورنا التي انتقلت من الخفافيش إلينا كما يقال، تلك المخلوقات التي لا نكاد نراها إلا في الظلام ، فلماذا نرمي التهم على الحيوانات المسكينة بالتسبب بإيذاء البشر؟ وهل نحن براء من تلك التهم أم أن هناك أياد خفية تلقى التهم وتصنع في مختبراتها الفيروسات لتجني من خلالها الأموال، أو لغايات سياسية؟ 

يا ليت براءة أجدادنا موجودة ليسعفونا بعلاج لهذه الأمراض، من خلال الياسون أو القرفة أو الحرمل أو بعض البخور او الطلاسم من الآيات  من أفكارهم البريئة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/22



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في زمن كورنا "حيوانات في قفص الاتهام" 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net