مرجعية النجف الأشرف افق لا يدرك مداه
زينب الناصري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زينب الناصري

في ظل الكلام المطروح والتساؤل المسموح والتهم المنسوبة زورا ؛من قبل اطراف او عوام او خاصة تدرك الكثير ولا تعي القليل المؤثر والسبب والدافع الذي كان الحافز في دعم المرجعية لتلك القائمة التي كانت ممثلة لشيعة العراق بصفة خاصة، بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003؛ومن تلك الاسباب نتطرق لبيانها حسب ماهو متداول لدينا من معلومات، ولدفع الشبهه عن المرجعية الرشيدة ووصفها بالمسبب بزرع الطائفية في العراق ،فقد ذكر الملك فيصل الاول في مذكراته عام 1932م "الضرائب والموت للشيعي والمناصب للسني "،
فالطائفية تم زراعتها منذ تأسيس الدولة العراقية، وكذلك عمل نوري سعيد في محاولة الحفاظ على الهوية الطائفية للسلطة؛ اي تفوق العنصر السني ويلغي التمثيل المنصف للشيعي ،وكذلك الحال بالنسبة لعبد السلام عارف؛ حيث كان يردد باستمرار عبارة: "الشعبوية "ويقصد بها الشيعة وتوهينهم .
بالمقابل نجد الخطاب الوحدوي لمرجعية النجف الاشرف؛ المتمثلة بالسيد محسن الحكيم حين ارسل رسالته للزعيم جمال عبد الناصر يثنيه عن اصدار حكم الإعدام بحق السيد قطب ؛كل هذه المواقف وما سبقها من موقف المرجعية حفاظا على وحدة الامة الاسلامية؛ رغم التفاف اغلبية العرب مع الشريف حسين مكماهون ضد الدولة العثمانية بين عامي ١٩١٧-١٩١٨ على الرغم من الدعوة التي سبقتها من السلطان العثماني بتاريخ ١٤تشرين الثاني ١٩١٤م؛ التي تدعو الى الجهاد ضد البريطانيين والفرنسيين ؛فقد وصف روتلدج المعروف بلورنس العرب في كتابه "عدو في الفرات: "ان انتفاضة ١٩٢٠و١٩٢١م كادت تلحق هزيمة ساحقة بالامبراطورية البريطانية ،وحيث لعب لورنس العرب في تغييب مآثر ثورة ١٩٢٠ على الرغم من انها المحطم الاساسي للخطط البريطانية الفرنسية حيث عمل ونستون تشرشل على طرح قانون في مجلس العموم يهدف الى تأميم شركة النفط الإنكليزية الفارسية جزئياً،ان المشكلة الوحيدة في هذا القانون تكمن في كون بريطانيا تعهدت التدخل الإستراتيجي في منطقة الواقعة على حدود السيطرة العثمانية ،وهذا جزء يسير من الدور المشرف لمرجعية النجف وان دل على شي؛ فالتاريخ يشهد ليس الهدف من اجل منصب ؛انما هو من اجل الحفاظ على سيادة واستقلال العراق
فأما بالنسبة للعراق بعد عام ٢٠٠٣م، وسبب الذي دعى دعم المرجعية للعملية الديمقراطية فيه ؛قد يشابه ما فعلته المرجعية ابان ثورة العشرين ؛ولتوضيح الامر نذكر ما تم نشره في احدى الصحف بتاريخ ٣مارس ٢٠٠٤تحت عنوان "صناعة السياسة الخارجية الامريكية للكاتب عاطف الغمري ؛ان مشروع الشرق الأوسط الكبير ليس مفاجأة بل هو معلوم ومعلن بشكل متفرق ومتدرج ووزع على شكل منشورات في الولايات المتحدة
حيث عملت مجموعة اميركان انتر برايز في واشنطن مع مجموعة حركة المحافظين الجدد على اعداد مشروع التغيير لشرق اوسط جديد ومدته عشر سنوات، وتعد هذه المجموعة مقر بوش الرئيس بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ؛وتنص الاستراتيجية التي وضعها ثلاثة من قادة الولايات المتحدة على جعل اسرائيل هي العنصر المتحكم في الشرق الاوسط الجديد بدءً من العراق مع الاعتراف بحقها فيه والعمل على تحطيم العالم الاسلامي وايقاف انتشاره حيث تم وضع اوراق الاسترتيجية منذ عام ١٩٩٦م وقد عرضت على بنيامين نتنياهو ليوقع عليها
كل هذه الامور الا تعد احد الاسباب التي دعت المرجعية في دعم التوجه الديمقراطي في البلاد بالمقابل و الكل يعلم ان العراق جديد عهد بعملية التغيير الانتخابية مع غياب او التغييب المتعمد من قبل السلطة السابقة للوجوه والقادة فالعراق في ذلك الحين قد وقع على مفترق طرق مما حتم على المرجعية الشريفة تعريف الشعب بالدور الجديد الذي يجب ان يلعبه لضمان عدم عودة البلاد للحكم المأساوي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat