ما علاقة وزير اعلام هتلر بالعراق وما حصل ويحصل فيه ؟!
محمد اللامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد اللامي

في فيديو على موقع اليوتيوب شرح موجز لنظرية التأطير الاعلامي التي ابتكرها واستخدمها جوزيف غوبلز وزير الدعاية والاعلام النازي . وخلاصتها هي حصر الفرد او المجتمع او الرأي العام المستهدف بين خيارات محددة وإجباره على اختيار أحدها دون وعي منه ودون أن يشعر انه مُسيّر بل يتصور انه اختار هذا الأمر بمحض ارادته وبحرية ! ... وقد طبّق الإعلام الغربي هذه النظرية مرارا ولا زال .. في العراق وغيره .. ونذكر مثالين واضحين في العراق ... ففي طوال فترة التسعينيات وبعدما اراد الغرب إزالة دميته صدام بعد أن ادى دوره .. ضخت وسائل الإعلام الغربية ومن معها مادة اعلامية تركزت على تصوير انه لا يمكن للشعب العراقي الخلاص من ظلم وطغيان صدام الا بقبول احتلال بلده من قبل أمريكا ومن معها .. فإما ان يبقى صدام إجرامه وحروبه او يُستبدل بإحتلال غربي شامل ... وتم تصديق هذا الطرح من قبل شريحة كبيرة من الناس في الداخل والخارج .. بينما كانت هناك طرق وخيارات أخرى للتخلص من صدام مثل دعم ثورة او مقاومة شعبية داخلية تطيح بصدام او عملية اغتيال لصدام وبعض المحيطين به مع دعم انقلاب عسكري .. ووالخ .. لكن الغرب يريد احتلال البلاد فصور انه هو الطريق الوحيد للتخلص من صدام ... .... .... والمثال الثاني هو بما ان أمريكا تريد أيصال شخص تابع لها لحكم العراق ويرعى مصالحا ويكون بديل لصدام الذي انتهت مهمته .. وكذلك تريد جعل العراق نسخة من انظمة الخليج التابعة لها ... أخذ الإعلام الأمريكي ومن يعمل معه او يطمع بالسلطة من بقايا البعثية أخذوا بإستخدام نظرية التأطير الاعلامي من خلال ما يبثونه مادة اعلامية في فضائيات عديدة منها الشرقية ودجلة ومواقع التواصل التابعة لهم .. فيصورون للرأي العام العراقي أنه بين خيارين إما البقاء في ظل حكم ينتشر فيه الفساد الاداري وقلة الخدمات أو استبداله بنظام حكم فردي ديكتاتوري بإنقلاب عسكري وما شاكل ... لذلك تجدهم دائما يقارنون بين الوضع الحالي في العراق وبين زمن الطاغية صدام .. ويحاولون ان يجعلوا زمن صدام افضل .. يستخدمون عبارات كثيرة ... منها كان حرامي واحد والان آلاف الحرامية . ( مع أن هناك حكام غير صدام حكموا العراق ولكن التركيز على صدام يكشف لك ان الذي يقف خلف هذا الإعلام والتحركات ويستغل المظاهرات هم البعثية ) ! . وقد تأثرت نسبة كبيرة من الشعب العراقي بهذا الإعلام الخبيث مع الاسف لان الغالبية تشاهد هذه القنوات ومواقع التواصل المعادية واستغلوا ذلك في مظاهرات العراق الأخيرة ورأينا بشكل واضح بعض المنصات والمواقف التي ذكرت هذا الأمر ودفعت جوكريتها ومن تأثر بهم من قليلي الخبرة الى استهداف كل المقدسات والعدوان على الابرياء والممتلكات ... فهي تسوق المجتمع الى القبول بحكم ديكتاتوري فردي عسكري او مدني هي تريده بينما يتصور الشعب انه هو اختاره وانه سبيله الوحيد للتخلص من الفساد وتدهور الخدمات وغيرها من السلبيات ...... والجواب ان جرائم الفساد المالي والتلكؤ في الخدمات موجودة في بلدان عديدة حتى أوربية ... ولا يعني ذلك بالضرورة ان يقبل الناس بنظام حكم ظالم دكتاتوري للتخلص من الفساد وتدهور الخدمات .. لأن الانظمة الدكتاتورية هي بؤرة عظمى للفساد والظلم والقتل وانعدام الرعاية بالمواطن .. كما في زمن الطاغية المقبور صدام الذي قتل الشعب بالكيماوي والمدفعية والتيزاب والمقابر الجماعية وجوعه وكان راتب الموظف لا يكفي لشراء طبقة بيض .. الخ ... إنما الحل في الدول الأخرى هو المضي في عملياتها السياسية الديموقراطية من خلال الانتخابات وتغيير المسؤول الفاشل والفاسد حتى لو تطلب ذلك وقت طويل نسبيا ... وتغيير القوانين وتجديدها وغير ذلك من الخطوات والاجراءات ... فإن الثورة الفرنسية الكبرى التي قلبت وجه اوربا لم تحقق نتائجها في يوم وليلة بل تطلب ذلك وقتا طويلا ... فعلينا أن نكون واعين لما يدور حولنا وان لا نسمح للآخرين ان يستغلوننا لتحقيق مآربهم والتحكم بنا لأن النتيجة أننا سنكون أول ضحاياهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat