هل كورونا مؤامرة ام مخطط ؟
د . مصطفى الناجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . مصطفى الناجي

أسئلة كثيرة تطرح وتحتاج إلى اجابات منطقية ...
كل العالم كان يتوقع وقوع حرب بين الصين وأمريكا...شكل هذه الحرب الحتمية كانت تتجه صوب سلاح الاقتصاد ،،،وبحلول 22 ديسمبر بدأت اولى الإصابات بفايروس كورونا في الصين ...ثم انتشر مطلع العام الحالي ليحط رحاله في ايران فايطاليا وإسبانيا وعدد من دول أوربا حتى عبر المحيط وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
والجميع يتفق معي -او هكذا - ان التأثير الأكبر والأخطر لفايروس كورونا هو على الاقتصاد بشكل أساسي ورئيسي.
فهل يمكن الافتراض ان توقعات ما قبل ديسمبر تحققت بفايروس كورونا؟
قد يعترض البعض على هذا الاستنتاج وقد يصلون إلى استنتاج آخر لم اصل اليه بعد .ولهذا اطلب من القارىء ان يتحلى بالصبر، ويضع القناعات جانبا لحين إنهاء القراءة.
وجميعنا- أيضا اطلع- على تقارير كتبها كبار المفكرين الاستراتيجين حول حتمية تغير خارطة العالم بعد كورونا ،،حتى استقرت عبارة (العالم قبل كورونا يختلف عن العالم بعد كورونا ) قالها قادة العالم والدبلوماسيين ومحللي الجغرافيا السياسية واصبحوا شهود على انبلاج فجر عصر جديد على ما ستخلفه هذه الأزمة من إرث للعالم.
ففي فرنسا، يؤكد ماكرون أن "هذه الفترة علمتنا الكثير"، وأن كثيرا من الأمور اليقينية والقناعات ستتلاشى.
وفي ألمانيا، توقع وزير خارجيتها السابق زيغمار غابرييل أن يكون الجيل الجديد أقل سذاجة فيما يتعلق بالعولمة.
أما هنري كسينجر، فينصح الحكام بالاستعداد الآن للانتقال إلى نظام عالمي لما بعد فيروس كورونا .اما امين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القول "إن العلاقة بين القوى العظمى لم تكن أبدا مختلة بهذا الشكل"، ويحتدم النقاش أيضا بين المؤسسات البحثية العالمية ليس حول التعاون بين الدول لمكافحة الفايروس ، بل عمّا إذا كانت الشرق سيقود العالم أم ستبقى هيمنة الولايات المتحدة على حالها .
وبغض النظر عن ما ستؤول له الجائحة مستقبلا على دور القدرات الإجرائية للمنظمات الدولية والأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية، أو عن الفروض الأساسية المتعلقة بالقيم الأخلاقية في العلاقات الدولية، و عن مقولة أن الشرق قد كسب المعركة في هذه الحرب بسبب عقليته الاستبدادية المستمدة من الإرث الثقافي للعقيدة الكونفوشيوسية". مثلما يعتقد المفكر
الكوري الجنوبي بايونغ تشول هان .
بل إن النقاش الأهم في تأثير الجائحة يدور حول ضرب العولمة و تغيير مقبل حتمي في السياسة الدولية.
إذن نصل إلى نقطة البداية ...وهي حتمية تغير العالم وموازين القوى بعد كورونا ...كما يجمع عليه قادة ومفكري ومحللي العالم ..
حسنا ؛ بما ان كل هؤلاء توقعوا حربا اقتصادية بين الصين وأمريكا. وبما أن الفايروس ضرب الاقتصاد أكثر من أي قطاع آخر.فهل كل ما جرى صدفة ؟ انا لا اعتقد بالصدفة مطلقا ،بل أقول بالمخطط، ومن يرفض هذا الادعاء عليه مراجعة كل الأشياء العظيمة التي تركت أهداف اعظم ...تذكروا أحداث سبتمبر وكيف اجتاحت امريكا العالم تحت بند الإرهاب. تذكروا حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران وابحثوا عن المستفيد من إضعاف الدولتين، تذكروا مخطط امريكا للدخول إلى الحرب العالمية الثانية من باب بيل هاربر والقائمة تطول ..
ثم لماذا يتم التركيز إعلاميا حول عالم ما بعد كورونا على حتمية تفكك الاتحاد الأوروبي وانهيار اقتصاد الصين واختلال أنظمة أخرى وكلها منافسة او معادية للولايات المتحدة الأمريكية؟
انا لا احب ان افرض قناعات معينة ولا مسبقة ،بقدر ما اريد ان افكر بصوت عالي..
هل اوحي الى اوباما عن الوباء قبل خمسة أعوام عندما تحدث عن وباء مميت سيضرب العالم بعد خمسة او عشرة أعوام ؟ نحن جميعا نعلم أن الوحي انقطع من 1430 عام ..
هل يمكن تجاهل ملف باسم covid 19 في خزائن السي آي إيه قبل اكثر من خمسة أعوام؟
هل يمكن الاقتناع بان كاتب سيناريو فليم كونتجنContagion (العدوى) استوحى احداثه المتطابقة تماما مع ما يجري اليوم من وحي الخيال عام 2011 ؟
وهل هناك نبوءة جرت على لسان بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت حينما توقع عام 2018 بانتشار وباء قاتل من الصين ودعى الأمريكيين للاستعداد له كما يستعدوا للحرب؟
كتاب eyes of darkness للروائي الأمريكي Dean Kootez المنشور عام 1981 الذي (تنبأ) بفايروس اسمه (ووهان 400 ) كسلاح بايلوجي سيضرب العالم قبل 39 عام !
وغيرها من الأدلة التي لا اريد ذكرها خشية أن يتحول المقال الى مقاطع سردية تفقد المضمون الهدف المتوخى من كتابته.
وهل ذلك كله وغيره جاء متسقا ومتسلسلا لخلق قناعة كانت من الخيال العلمي وأصبحت فيما بعد حقيقة واقعة وفق نظرية Fatalism الحتمية ؟
ثم لما هذا الكم الهائل من الاختلاف بين العلماء المتخصصين في مجال الفايروسات عن طبيعة هذا الفايروس وطرق مكافحته وآثاره الجانبية والمحتملة على الصحة ؟
أسئلة أخرى لا تعد ولا تحصى ستظهر عند كل من يبحث عن الحقيقة ....واعتقد ان افضل وسيلة لفك شفرة هذا الفايروس تكمن بثلاث طرق :-
الأولى:البحث عن المستفيد ،ولعلها مهمة شاقة لان الظاهرة لا زالت مستمرة ولم تنتهي فصولها بعد .
الثانية :الالتزام بمقولة منطقية بان الأحداث الكبيرة تخفي ورائها أشياء أكبر.
الثالثة : التركيز على عالم ما قبل كورونا ودراسة حقيقة الصراعات في ذلك الوقت واطرافها.
سأنهي هذا الحديث مؤقتا كي لا انجرف الى مسارات لا اريد ان اسلكها الان .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat