صفحة الكاتب : حامد شهاب

المحلل السياسي ..والفضائيات..وحكايات العجائز !!
حامد شهاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما يظهر في الفضائيات العراقية وفي فضائيات عربية من محللين يسمون أنفسهم سياسيين أو مدراء مراكز بحثية هذه الايام ، هم  أبعد ما يكونوا عن دائرة التحليل السياسي وأسسها ومستلزماتها ، وربما يتفوق عليهم رواد المقاهي في الكثير من وجهات النظر ، بالرغم من ان خطر كورونا ربما أدى الى أغلاق تلك المقاهي ، لكنه لم يغلق تدفق المحللين السياسيين على فضائيات ، تبحث عن أؤلئك المحللين السياسيين في أسواق الخردة!!

والفضائية التي تحترم نفسها ينبغي أن تحترم جمهورها أولا قبل ان تستضيف أية محلللين من الدرجة العاشرة ، وترى بعضهم مدراء مراكز بحثية ، وهم أقرب من مراكز البحث ( القشمرية) من أن تكون مراكز بحثية تعتمد المعلومة والتحليل المنطقي وبالتالي يكون (البعض) منهم مصدر سخرية أمام ملايين المشاهدين الذين تتحول أراءهم بسبب ضحالتها الى مصدر تندر الكثيرين مما آل اليه مصير البلد ، لان كثرة من دخلوا هذا الميدان تجاوز العشرات، وربما يصطفون في يوما ما في أحد ( مساطر العمالة) وما على فضائياتنا الا ان تبحث بين أنقاض هؤلاء عمن يكون هو ( الضحية) أمام المشاهدين، بعد ان تتحول آراءه وما يدلي به من وجهات نظر ، هي أقرب الى السفسطة والتهريج و (التسفيط) من ان يكون (تحليلا) يحترم ثقافة الملايين وترى الكثير من مشاهدينا وهم يضربون أخماسهم بأسداسهم، للضحالة والمستوى الهابط في عرض وجهات نظر هؤلاء القادمين من مراكز محو الأمية وليس مراكز بحثية ان صح التعبير!!

والبعض من المشاهدين ، حين يستمع لطروحات هؤلاء المحللين الطارئين على المهنة ، يصل بالبعض منهم الى أن يكفر بالسياسة ومن ولج علومها ومباحثها، ويرى أناس يدعون أنفسهم أنهم باحثون او مدراء مراكز بحثية وهو لايعرف أبسط أسس وقواعد التحليل المنطقي السليم، فتتحول آراءه الى محل للسخرية والتندر، كونها تابعة لاملاءات جهات سياسية خارجية أو داخلية وهم يعيدون ترديد طروحاتها، المستفزة للرأي العام، وهؤلاء أقرب الى أراء (محللي أدرار) أكثر من استماعهم الى وجهات نظر محترمة لأناس ركبوا موجة (التحليل السياسي) في غفلة من الزمان، وها هم من تستضيفهم الفضائيات تعدهم على أنهم (كهنة رأي) ، ولو تحولوا الى (باعة لبلبي) لكان ذلك أجدى لهم وأفضل، مع احترامنا لتلك المهنة العريقة ، التي يؤدون فيها خدمة لأناس ، يريدون ان يرضوا نهم معدتهم الخاوية، أما هؤلاء المحللين، فلن يشبعوا نهم جائع الى المعلومة والرأي الصائب، وترى مايقدمونه من آراء هي أقرب الى (سوالف العجايز) من أن تكون وجهات نظر يعتد بها ، وهي لن تحظى بالتقدير والاحترام من ملايين المشاهدين في كل الأحوال!!

لكن هناك من بعض المحللين من يحترمه المشاهدون ، لما يقدمونه من وجهات نظر مقنعة ومنطقية ، ولا تحاول الضحك على عقول العامة أو إستغفالها، بالرغم من ان كثيرا من عامة العراقيين هم (مفتحون باللبن) كما يقال!!

المحلل السياسي ، ياسادتي، مهمة شاقة وخطيرة وتحتاج الى براعة محترفين ولديهم القدرة على إستقصاء المعلومات وتقاطعها ، ومن ثم اعادة تركيبها وتحليلها، بعد أن يضيف عليها المحلل الحصيف (بهارات المنطق) ، بما يجعلها مستساغة الطعم للمشاهد وهو يقبل عليها بنهم وشغف ، لما احتوته من مضامين واقعية وتجد لها مقبولية في الطرح ومنطقية في التحليل ، وهي مهمة ليست سهلة وتحتاج الى عقول غزيرة المعرفة وثقافة موسوعية منفتحة ، حتى يجد الارتياح والقبول من مشاهديه، لأنه وضعهم في صورة الحدث المطلوب تحليله ، لا أن يكون على شاكلة (محللين قشامر) ممن ينطبق عليهم القول أنهم ( يثردون بصف اللكن) كما يقال في المثل الشعبي!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد شهاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/13



كتابة تعليق لموضوع : المحلل السياسي ..والفضائيات..وحكايات العجائز !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net