صفحة الكاتب : كمال الموسوي

زينب ولتحذف النساء أسماءهن
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

امرأة قد يعتقدها البعض من سلالة الرسالة ليس عليها الا ان توصل من هنه قريبات عنها مفاهيم الرسالة المحمدية ومواريث الأنبياء ، وأنها بعيدة كل البعد عن الحياة الطبيعية التي تمارسها اي امرأة في عصرها تحاول رسم الحقيقة الصادقة لأحلامها وما تفكر به من تطلعات سامية، او ان تخط لها نهجا يتيح لها فرصة الخلود في صفحات التاريخ والتقرب الى الله سبحانه.

لكنك لو تأملت في حضرة السيدة زينب ع وتصفحت أيامها التي امتدت من المسجد النبوي في مدينة رسول الله ص والى ريف دمشق، لوجدت فيها ما يذهل العقل ويعصف في القلب، فتلك المرأة لم تكن كبقية النساء لكنها كانت استثنائية الوجود في كل التفاصيل، حتى انك لو تعمقت فيها اكثر لرأيتها أطروحة أعدت بترتيل سماوي عجيب.

زينب العقيلة التي أعطت للمرأة دروسًا في الحياة قد يعجز عنها فلاسفة علم الاجتماع والعاكفون على دراسة بناء الإنسان ، فبعد اكثر من 1400 سنةً لازال صوت زينب هو الصوت الأكثر علوًا بين أصوات النسوة المطالبة في حقوقها، ولم تزل زينب هي القدوة التي يتحذى بها في كل تجمعات النساء ومجالس الرجال عند مفاخرهم..

عن نفسي حاولت الف مرة ومرة الكتابة عن بحر العقيلة زينب، لكنني في حقيقة الأمر لم اجد نفسي وما لدي سوى نقطة من ذلك البحر العظيم الذي يمتد من الغيب والى السماء، حتى ايقنت بعد حين ان من كان للسماء لا يفقهه الا ابناء السماء. أما نحن ليس لنا القدرة على ادراك تفاصيل السماء.. وكيف لنا ان ندرك امرأة أسست منذ اكثر من الف سنة اثرا كبيرا لصوت المرأة وهي تعلن رفضها الظلم والجور والتسلط من قبل السلطات، وهي الصوت الأعظم الذي دعى للتخلص من القيود التي تحاول المجتمعات فرضها بالقوة على المرأة بشكل عام، فقد تمكنت هذه السيدة الفاقدة لكل حماتها من خيرة رجال الأرض من الوقوف بوجه اعتى الطغات على مر التاريخ، فبرغم المقتلة الفضيعة التي حلت بإخوتها وأبناءها وابنا عمومتها ، الا انها كانت كالجبل الأشم الذي لا يغطيه ضباب المارقين وحققت النصر في اشرس معركة عرفها التاريخ بين قوى الخير المتمثلة بال محمد ص وبين قوى الشر من زنيم بني أمية ، فكان قولها حدًا على الأقدار حين أنذرته " فوالله لن تمحو ذكرنا" ورحل الراحلون ونسيهم التاريخ وغارت في مكبات الزمان مواقفهم ، الا زينب ع بقيت شاخصا عظيما يلوذ به الخائفون من متغيرات القدر حتى صارت كعبة تطوف حولها النساء لتاخذ منها العبرة والعزيمة في شد الأزر والرجال في شد العضد .

زينب وما ادراك من هي..؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/11



كتابة تعليق لموضوع : زينب ولتحذف النساء أسماءهن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net