صفحة الكاتب : كمال الموسوي

ولادة من خاصرة الجدار 
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في ليلة لم تكن الرجولة فيها مكتملة ، ولم يكن الإسلام محمدي لهذا الحد، كانت العربدة هي السائدة في ذلك البلد العتيق اذ الخمرة تباع تحت جدران بيت الله وتشرب تحت افياءه ، تجارة الرقيق في أطراف المدينة ولا سلطة تعلو على سلطة الأصنام الذين لا ينطقون المصنوعون من التمر والحجارة، أصوات النساء في كل مكان وهن يستغثن من الضيم والاضطهاد وصريخ الفتيات يرتفع اكثر ساعة الوئد لا إيادي لهن ليدافعن عن أنوثتهن وحرمتها ولا قوة يمتلكن لرفع التراب الذي تزاحم الرجال على اهالته فوقهن،

بين هذه وتلك قرر الجدار ان يلد رجل ناطق وأمين ليحمل على عاتقيه ثقل الرسالة وليكن الساند الوحيد لمحمد ص اذ لا سند له.. قرر الجدار ان ينطق في وجوه المتسلطين والمتاجرين بالإنسانية وافتراس الضعيف واستعباد الناس.. فكان "علي" وليده حين اوحى ذلك الجدار لتلك المرآة ان ادخلي من الركن اليماني وان الحفيظ لك بأمر الله.. ان الحُجر الذي منه سيكون علي ، تعالي ولا يهمكِ زعيق القوم يا بنت اسد وأم اسد..!

أرعبهم الجدار حين قرر الولادة من خاصرته، اخرسهم حد الخوف وهم يجتمعون ويتآمرون على كيفية اختراقه ، لكنهم خائفون ! انه جدار الله ومن له القدرة على الاقتراب منه، الجدار الذي قرر ان يكون رحمًا رحيمًا لذلك الرجل العظيم ، لذلك الحق الذي أراد الله به ان ينزل عظمته وليكن آية للناس..

آية تشبه الى حد كبير ذلك الوليد عيسى ابن مريم النبي، حتى ان حفيده الأديب " " احمد العلاق" يخاطب جدته في ذكرى ولادة صغيرها ( انت لست مريم.. هزي إليك بجذع الرحمة..فأبصري عليا وليا) ..! 

قرر الجدار في لحظة كانت العدم هو المسيطر على ما تبقى من جبروت ابرهة وقوافل الشتاء المارقة مرة كل عام حاملة بين أطنابها بقايا كؤوس الخمرة وضعف الجواري السبايا.. قرر الجدار ان ينصف الدنيا "بعلي" فولد وكان كما خططت له السماء وما وإرادته ان يكون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/09



كتابة تعليق لموضوع : ولادة من خاصرة الجدار 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net