تنبيه بشأن بعض الأوراد التي تقال للعلاج..
ابو تراب مولاي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابو تراب مولاي

إخواني وجدت الكثير من صفحاتنا وحساباتنا الشخصية نشرت بعض الأوراد والمجربات ووصفتها بأنها ستقضي على ڤيروس كورونا .. وهذا - أقصد الوصف الجزمي لنتيجة الأوراد والمجربات لا أصل المبدأ - ليس صحيحاً من الناحية الشرعية ولا من الناحية الإعلامية !
أما من الناحية الشرعية فلأن الأوراد الواردة عنهم (ع) أو مجربات علمائنا هي على نحو المقتضي لحصول الأثر المرجو منها لا على نحو العلة التامة.. بمعنى أنك إذا قرأت تلك الأوراد والمجربات وداومت عليها فإنها تقتضي أن تعطيك الأثر ( الشفاء مثلاً ) .. إلا أن حصول الأثر والنتيجة المرجوة ليست جزمية، لتوقفها على أمور أخرى دخيلة في تحقق الأثر ( والتي يعبَّر عنها بتحقق الشرط وفقدان المانع) فقد تكون هناك موانع في الإنسان نفسه تمنع من حصول الأثر المرجو أو هناك موانع لا نعلمها .. الله تعالى يعلمها .. فمثلا صلاة الاستسقاء تقتضي أن ينزل المطر .. ولكن ليس كل من صلى الاستسقاء نزل المطر .. فلعل المانع هو نفسية المصلي ونيته أو أن يكون المانع هو أن في علم الله أن المطر ليس من المصلحة وهكذا.. إذن ليس الوِرد أو الدعاء هو العلة التامة لتحقق الأثر المرجو.. لذا قد لا يتحقق الأثر فلا يصح الجزم بحصوله.
والصحيح أن يقال : إنّ هذا الدعاء أو هذه الآيات مما نرجو أن يدفع الله بها البلاء .. وأمثال هذه التعابير..
وأما من الناحية الإعلامية فأعداؤنا في الساحة كُثُر ويتصيدون العثرات.. وتسويق الخبر بهذا الأسلوب الجازم (أو شبه الجازم) قد يفتح لهم باب الاستهزاء - وقد رايتُ نماذج منه - بأن لا داعي لإجراءات منظمة الصحة العالمية وإجراءات وزارة الصحة لأننا وجدنا العلاج الذي سينهي الفايروس.. ومن هذا الكلام الذي هم ضليعون به..
أما لو كان تسويق الخبر بشكل آخر منسجم مع حقيقة الأوراد والمجربات سوف لن يستطيعوا ان يهزأوا أو يتكلموا بأي كلام مسيء أو يستغلوا ذلك لتسقيط الدين وأهله .
وفق الله الجميع للقول الصائب وحرسهم من كل سوء وبلاء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat