صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

صُنِعَ في العراق
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في حضارة مصر القديمة كان الملك يُقسم أمام القضاة على عدّة بنود ليثبت خلوّ ساحته من أي تهمة فساد ، وكان أول تلك البنود هو أنه لمّ يلوّث نهر النيل* ، ونهر النيل كان يُمثل القوة الاقتصادية للدولة المصرية وهو سرّ عظمة مصر حينها وسبب حضارتها .

وينقل في هذا الصدد ايضاً أن انديرا غاندي** قد سألت أباها جواهر لال نهرو حول ما تخلّفه الحروب في البلدان ، فأجابها : دمار الإقتصاد ، ثم سألته عن دمار الاقتصاد ماذا يخلف ، فأجاب : دمار الأخلاق . فسألته وماذا يفعل دمار الأخلاق ..؟ فأجابها : وهل تتخيلين أنك ستعيشين في دولة قد دمّرت أخلاقها .. !!

عندما نريد للصناعة العراقية أن تزدهر انّما نريد لموارد هذا البلد ان تُستثمر ، أرضه ومائه وهوائه ، نفطه ومعادنه ، اياديه العاملة وعقوله ، فمتى ما أصبحنا نأكل مما نزرع ، ونلبس مما نصنع .. متى ما أصبحنا عندها دولة لها سيادتها الكاملة وغير المنقوصة . فأول انتهاك للسيادة هو عندما نكون عيالاً على غيرنا في الاقتصاد ، لأنه سيتحكم بنا في باقي المجالات وعلى رأسها السياسية .

ازدهار الصناعة والزراعة العراقية يتوقف ايضاً على مستوى الاستهلاك المحلي للمنتوج العراقي ، فأنت في الوقت الذي تلبس به ملبوساً عراقياً فأعلم أنك ستهدي ملبوساً اخراً لعراقي قد تدخل في صناعة وبيع هذا الملبوس ، وعندما تضع في فمك لقمة عراقية فأعلم أنك قد وضعت لقمة اخرى في فم عامل أو كادح عراقي ..
صناعتنا وزراعتنا وتجارتنا التي تتعاطى مع منتوجاتنا إنما هي عزّنا وكرامتنا وفخرنا ..

____________

* راجع كتاب المسكوت عنه في التأريخ لعالم المصريات المصري د. وسيم السيسي .

** أنديرا غاندي، سياسية هندية، المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيس وزراء الهند ولحد الآن وقد شغلته ثلاث فترات متتالية والفترة الرابعة، انتهت باغتيالها بيد أحد المعارضين السيخ المتطرفين. وقد كانت رئيسة حزب المؤتمر الوطني الهندي والشخصية المحورية فيه، وهي ابنة جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/20



كتابة تعليق لموضوع : صُنِعَ في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net