المرجعية .. بمنتهى الديمقراطية
حسن الجوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسن الجوادي

ادلت المرجعية اليوم بعدة تصريحات وبمنتهى الديمقراطية ، حيث كشفت للشعب وللقوى السياسية ايضاً ان النهج الديمقراطي الذي يليق بهذا البلد يقوم على مبدأ سماع صوت المظلوم، ولا سيما اذا كان يمثل الغالبية، وتتضح هذه الفكرة من خلال عدة نقاط في البيان والتي منها:
1ـ تنديد المرجعية الدينية بالأعمال التي تمارس ضد الفاعلين في الاحتجاجات من تهديد واعتقال وخطف واغتيال ، فهذه صور غير صحيحة بالمرة وفق نهج حرية التعبير وحق التظاهر والاحتجاج المفكولين دستورياً.
2ـ ان المرجعية الدينية أدلت بصوتها بِشأن جدلية غلق المدارس والدوائر الحكومية ولا سيما اذا كان ذلك بالإجبار والتهديد! فان مثل هذه الممارسة لا تنسجم والمعايير الديمقراطية والاجتماعية ، لان ذلك يعني عكس رأي فئة محددة جداً على الراي العام وبالتالي خطف صوت الاكثرية بالتهديد والاسكات والاجبار.
3ـ تأكيد المرجعية الدينية على ان الشعب هو مصدر السلطات وهذا هو المنهج المعمول به في الدول الديمقراطية المتقدمة ، وهذا القول لا يعتبر زيادة في زخم القائلين بالنهج الديمقراطي في البلد بل يمثل اطروحة تمثل رؤية المرجعية الدينية في نهج وطريقة الحكم الاصلح لهذا البلد وهذا يعني الكثير بالنسبة للمختصين والمتأثرين بخطاب المرجعية.
4ـ الحاح المرجعية الدينية على الاسراع في اقرار قانون الانتخابات وان يكون في غاية الانسجام مع الناخبين هو رسالة صريحة على ان يعي القادة في الحكم هذه الخصوصية للشعب فانهم ـ بلا شك ـ وان طال حكمهم فمصيرهم الزوال "أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي ـ لا سمح الله ـ هو الرجوع الى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة".
5ـ يكمل السيد السيستاني رسم خارطة الطريق وفق النهج الديمقراطي بدعوته للنخب الفكرية والكفاءات العراقية بالتصدي لهذه المسؤولية الكبيرة وببرامج انتخابية قابلة للتطبيق ، وهذا التصريح يعكس مدى ايمان المرجعية الدينية بالنخب والطاقات العراقية ، وهذا مزيد فخر لهم وتوعية للتصدي واخذ زمام الامور من الذين لا يريدون الخير لهذا البلد.
6ـ وفق النهج الديمقراطي الذي يريده السيد السيستاني ان تبرز لمسة وعي الناخب في اختيار المرشح وتغدو واضحة جداً وبعيدة عن الميول الجانبية (المناطقية والعشائرية والمذهبية) وهذا سبق رائع في توجيه الناس منذ اللحظة الراهنة الى التفكير الجدي في اختيار من يمثلهم في الحكومة القادمة، والمتأمل هنا يتأكد له حرص المرجعية ومراهنتها على ان التغيير الحقيقي لا يكون الى عبر بوابة وعي الناخب!
7ـ يتضح من عموم هذا البيان ان المرجعية تدفع بالمجتمع الى التحلي بالروح الوطنية والديمقراطية على حد سواء وان الناس هم الصوت الاكبر والمؤثر في تغيير المشهد الراهن. ولا عزاء لمن أضر به هذا البيان اليوم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat