نصيحة الجد الشفيق بالسلمية
حسن الجوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسن الجوادي

في الوقت الذي يتجه بعض الشبان بحماستهم نحو الشوارع لقطعها وحرق بعض الإطارات تتخوف العديد من طبقات المجتمع مِن جر المظاهرات من إطارها السلمي الى التصعيد السلبي، وحدث ذلك في بعض المحافظات المحتجة ، ربما يرى هؤلاء الشبان والفتيان والشباب ان تلك الممارسات فيها من الضغط الكبير على الدولة كي تنتبه لمطالب الشعب لكن هل حقاً ان الامر كذلك؟
سبق وان وجهت المرجعية الدينية العليا عبر خطاباتها منذ اليوم الاول للتظاهرات بانتهاج طريق السلم والابتعاد عن العنف بكل صوره سواء كان ذلك من المحتجين او القوات الامنية على حد سواء ، ويستفسر بعض الاحبة من الفتيان اليافع وبعض الشباب عن سبب تشدد المرجعية العليا والنخب الاجتماعية والقانونية في هذا البلد على سلمية التظاهرات ، ويمكن هنا ان نضع عدة نقاط توضح الإجابة بشكل مفصل:
١- ان السلمية تعني مطالبة المتظاهر بالحقوق المسلوبة دون ان يحصل منه اي تعد او عنف على اي مواطن اخر بالإضافة الى عدم تعرض نفسه للخطر.
٢- المظاهرات التي تتخذ الطابع السلمي وتستمر بسلميتها تحرج القوى السياسية الحاكمة وتعكس للعالم اجمع وعي هذا الشعب الذي انتفض من اجل حقوقه المسلوبة وهو يحاول إرجاعها.
٣- ان سلوك طريق العنف فيه مضيعة لجهود الآلاف وضياع صدى الدماء الزكية حيث سينتج من ذلك دماء كثيرة ولم توصل لنتائج مضمونة.
٤- الاحتجاجات السلمية تكون السد المانع مِن تحقق مآرب الاخرين فان العنف هو نوع خلط من الأوراق ويسمح للدول التدخل في الشأن العراقي.
٥- اتسام احتجاجاتنا بالسلمية يعطينا الشرعية بالاستمرار حتى تحقيق المطالَب ومن جهة اخرى ننال عطف ومؤازرة كل طبقات المجتمع.
٦- اتسام المظاهرات بالسلمية سيزيد من زخم الإعداد المتوجهة الى ساحات الدفاع مما يعني قوة اثرها.
٧- السلمية توحد الجميع وتضمن سلامة ابناء هذا البلد المظلوم من اي سوء وخطر.
٨- انتهاج طريق العنف سيشتت الاّراء والجهود ويقعد الكثير من عدم مؤازرة من يرى العنف هو الطريق الأمثل لأخذ الحقوق.
٩- لا ينتج من العنف تغيير الطبقة الحاكمة بل يخشى من العنف حصول احداث قد تعصف بالنظام ومؤسساته وياتي من هب ودب للحكم وبطريقة لا يرغب بها الشعب ولا المتظاهر الغيور.
١٠- ان السلمية هي نصيحة مرجعنا الديني ولا شك انه بالمقارنة مع أعمارنا كشباب يكون بمثابة الجد لنا، فهذه نصيحة جداً الذي لم يخيب ظننا ودائماً ما أتت نصائحه وتعليماته بالخير لهذا الشعب العزيز.
لنكن مرة اخرى مع هذا الجد الناصح الشفيق الذي لا يدخر نصيحة الا وأدلى بها لنا في شتى الظروف والمحن.
دعونا ايها الشباب نتمسك جداً برؤية جداً وناصحنا الحبيب القريب من ارواحنا وطموحاتنا وهمومنا ، فهل تجدون اصدق منه اذا نصح واذا حذّر!
ربما تصدر نصائح لا نفهمها حق الفهم ولا نستوعب رسالتها الآنية لكن مع الصبر والثقة بما ينصح نصل معهدالى الخير والخلاص باْذن الله تعالى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat