ما بين تظاهرتين العراق -لبنان
د . مصطفى الناجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . مصطفى الناجي

تابعنا يوم امس الاشادة بالتظاهرات في لبنان من قبل سياسيين وكتاب وإعلاميين ومثقفين عراقيين ،وخصوصا في مجاميع الواتس اب ،وكيف ان المتظاهرين كانوا على درجة عالية من الرقي والتحضر والمدنية ،وكيف تعامل الجيش والقوى اللبنانية بإنسانية مع المتظاهرين ..ومن منطق غير بريء قارن هولاء بين الأداء المثالي للتظاهرات اللبنانية وبين التظاهرات العراقية ..وبدء جلد الذات سريعا بينهم بقصد ابو بدون قصد ،وربطوا بين تشابه الجغرافية السياسية والاقتصادية والسكانية بين العراق ولبنان ..وهكذا انتهوا الى ان قواتنا الامنية ومتظاهرينا همجيون متخلفون ..وفوق ذلك كله ان حكومتنا حكومة قنص وقتل وفساد ..
ولم تمض سوى 10 ساعات على الاحداث في لبنان حتى انكشف الصباح عن سرقات بالجملة لمحال الملابس وكسر لمتاجر ،ومكائن الصرافة ،والمطاعم الفاخرة ،وتكسير لمئات العجلات المدنية وسرقة بعض محتوياتها ..ناهيك عن تخريب الطرق والشوارع الرئيسية في بيروت وخارجها جراء حرق الاطارات والأثاث ...
كنت اشاهد -ولا زلت -التغطية المستمرة وخصوصا من قنوات لبنانية (OTV-MTV-AI-MATADEEN-Lebanon Al-JADEED) وارى تخريب واضح للبنى التحتية في لبنان لن تحجبها بعض صور وفيديوهات صبايا وشباب المتظاهرين وهم يمارسون كرنفالات تشبه احتفالات الأعياد .
المهم في الآمر -وما زالت المقارنة بين التظاهرتين - فان السياسيين اللبنانيين اتهموا عمليات التخريب بانها من فعل المندسين ..وان هناك من سيركب الموجة من الاحزاب الحاكمة .ولا اعلم حقيقة لما يتم ابعاد اي فعل تخريبي عن المتظاهرين رغم ان من احرق الاطارات وكسر إقفال المتاجر هم من المتظاهرين دماً ولحما !!
ولما يجهد المثقف العراقي بالتغاضي عن اعمال التخريب التي ترافق التظاهرات ويركز فقط على همجية بعض القوات الامنية ! لما يتم شمول كل القوات الامنية بالنقد والتجريح عن فعل قام به احد المنتسبين ..بينما يتم عزل اعمال التخريب وابعادها عن الانتساب عن المتظاهرين !!!
جدلية تخفي ورائها اجندة خبيثة تريد الرقص على اجساد الضحايا والضحك على ذقون البسطاء ..
اتمنى ان تخرس اللسنة جلادي ذواتهم ..وان يقلم فم راكبي الامواج بالحجر .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat