صفحة الكاتب : حامد شهاب

(الأكاديمية العليا للأمن الوطني العراقي)..صرح أمني مطلوب إقامته!!
حامد شهاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ظل التطورات التقنية الدولية المتسارعة التي تستخدم في مواجهة حملات الحرب النفسية الحديثة، وخطورة حجم التحديات التي تواجه دول العراق والمنطقة، والارهاب والتحديات الأمنية المتعددة الأوجه، التي تعصف بدولها وأنظمتها وشعوبها، يكون من دواعي المسؤولية الوطنية والأمنية العليا ، إنشاء (صرح أمني كبير) ، يمكن أن يطلق عليه (الأكاديمية العليا للأمن الوطني العراقي) ، وهي مهمة تتطلبها تعقيدات الوضع الأمني العراقي، والتخصصات التقنية والاعلامية وطبيعة المهام المناطة بالمراكز البحثية المتخصصة بالأمن الوطني والقومي ، من أجل مواكبة تطورات علوم الحرب النفسية المتسارعة الخطى، من جهة ومشكلات تعدد الجهات الأمنية التي تتابع قضايا الأمن الوطني داخل العراق ، وهي غير قادرة بهذه الامكانات المتواضعة ان تواكب التطورات الخطيرة والمتسارعة في قضايا الأمن الوطني ، وما حصل فيها من تقنيات وأجهزة ومتطلبات عصرية ودولية ، ولم تعد الصيغ الكلاسيكية القديمة بإمكاناتها التقليدية المحدودة أن تواكب  تلك التطورات ، إن لم تكن أحيانا تقف (عقبة) بوجه خلق كوادر متطورة تمتلك سلاح الخبرات الميدانية والعملية في مجالات الحرب النفسية الحديثة ووسائل المتابعة والرصد وشؤون التحليل المعمق للظواهر والسلوك البشري.

 وهناك من الكوادر الأمنية والأكاديمية العراقية من هي مؤهلة لتولي منصب (عميد) تلك الأكاديمية ، ومنهم اللواء الدكتور سعد معن مدير العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية والناطق بإسم قيادة عمليات بغداد ، كون الرجل يمتلك مهارات ومؤهلات في الاختصاصات الاعلامية والأمنية والعسكرية، ولفترات طويلة قضاها في وزارة الداخلية والمهام المتعددة التي تقلدها ، إضافة الى كونه يحمل رتبة رفيعة وهي (لواء) ، تؤهله لتسنم منصب رفيع كهذا، وهو (عميد الأكاديمية العليا للأمن الوطني) بشهادة كل المختصين في الشأن الإعلامي والأمني، ويمكن الاستفادة من خبرات آخرين في مناصب معاون العميد ورؤساء أقسام الأكاديمية وفي تخصصاتها الادارية والأمنية، وتكون رافدا مهما يرفد جميع الاجهزة الأمنية بما تحتاجه من كوادر متمرسة، بعد ان خبرت الأساليب الحديثة للحرب النفسية وطبيعة التطورات الهائلة في ميادين الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي التي راحت  تمثل إحدى بؤر الارهاب الفكري والتحدي الأكبر للاجهزة الأمنية في العصر الحديث.

وإقامة أكاديمية عليا للأمن الوطني، تختلف كليا عن المهام التي تقوم بها جهات أمنية أو معاهد أمنية ، أقيمت منذ فترة، أو كانت موجودة سابقا ، ومهام الأكاديمية الجديدة اكثر تطورا ، وموادها تختلف اختلافا جذريا عما يدرس حاليا من مواد ومناهج ومضامين كتب ودراسات كلاسيكية.

وهي أي (ألاكاديمية العليا للأمن الوطني العراقي) ، بإمكانها أن تقبل خريجي كليات ، تقترب من اختصاصاتها كالاعلام وعلم النفس والقانون والسياسة واللغات ، من حملة البكالوريوس ، ومن ضباط يحملون البكاريوس داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية ، ثم تمنحهم شهادة (دبلوم عالي) أو (ماجستير) ومن ثم (الدكتوراه) ،ويمكن الاستعانة بأساتذة مختصين من كليات الاعلام في الجامعات العراقية لهذا الغرض، ومن خبرات باحثين ومحللين سياسيين وأمنيين لهم دراية وخبرات متقدمة في هكذا ميادين مهمة ، تقدم لهم الخبرات الأكاديمية والمعرفية في اختصاصات الامن الوطني المختلفة، والمتعددة المهام والمسؤوليات.

ومن ألاقسام المقترحة لهذه الأكاديمية : (قسم بحوث الاعلام والرأي العام ووسائل الاتصال ) ،(قسم بحوث الحرب النفسية الحديثة) ، (قسم بحوث تسريب الأخبار) ، (قسم بحوث التقنيات العلمية والأجهزة المتطورة) ، (قسم بحوث متابعة الجرائم والجماعات الارهابية) ، (قسم الرصد والتحليل) ، إضافة الى (أقسام الادارة وادارة الأفراد) ، و(القسم الفني)،وهو من أهم الاقسام الخاصة بالحاسبات وأجهزة التصوير وأجهزة المراقبة وتقنيات المتابعات والصيانة)، أو أية اقسام أخرى تقترحها لجنة متخصصة في هذا المجال.

إن إقامة أكاديمية عليا للأمن الوطني العراقي أمر في غاية الأهمية ، وهي ترتبط مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة، ترفدها بقية الأجهزة الأمنية بما تمتلكه من خبرات ومهارات وقرارات وخطط أمنية ، لكن (القرار) الأخير يبقى بيد تلك الاكاديمية، التي تقدم الخبرة والمشورة لمن يحتاجها، وإقامة مثل تلك الأكاديمية الأمنية بحاجة الى دراسة سريعة وجادة وعملية من الجهات العليا في القريب العاجل، تلك التي يهمها تطوير مؤسسات الأمن العراقية لترتقي بعملها الأمني، قدما الى الأمام.

ولكي تبدع تلك الأكاديمية في عملها الأمني الخلاق ينبغي أن تسمح بمشاركة وطنية عراقية لجميع الكفاءات العراقية وبمختلف انتماءاتها وأعراقها ، ممن لديهم خبرات ومؤهلات علمية ومن مختلف محافظات العراق، يكون الاعتماد عليهم مستقبلا في أن يكونوا هم ادوات قيادة المرحلة المقبلة ، إن اريد للأجيال العراقية المقتدرة ان يكون لها مكان تمارس فيه مهامها من أجل خدمة العراق، واعلاء شأنه ، وفي أن تكون له الكلمة العليا، وفي أن يرد (الاعتبار) لمكانة العراق داخل منظومته الاقليمية والدولية، وبخاصة بعد حملات حرب نفسية وعسكرية راحت تضرب أطناب العراق ، دون أن يكون بمقدوره الرد عليها أو مواجهة مخاطرها، بالرغم من ان لدى العراق من الكفاءات والخبرات مايشكل رافدا للتطور والإرتقاء بأساليب العمل الأمني الأكثر تطورا، قدما الى الأمام،  وربما يفوق خبرات دول متقدمة في هذا المجال!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد شهاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/25



كتابة تعليق لموضوع : (الأكاديمية العليا للأمن الوطني العراقي)..صرح أمني مطلوب إقامته!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net