وللحشد حصة الأسد في طفولتنا
كمال الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كمال الموسوي

أسوء ما في الحروب المليئة بالسوء هو ما يتبقى في مجتمعاتنا من أيتام يعانون وجع الفقد ومرارة الحياة دون أب..
ولأني أحب العزلة كثيرا وارغب بالهدوء, كنت عندما اذهب إلى عملي اتخذ من المقاعد الأخيرة في ( الكيا) مقرا لي, كي أتصفح أخر الإخبار من خلال ايفوني المليء بصور وقصص شهداء وجرحى القوات الأمنية والمتطوعين من أبناء الحشد المقدس,
كان في طريق ذهابي إلى مقر عملي سوق شعبي عادة ما يقف في محطته سائقي الكيات" من اجل إكمال عدد الركاب للحد الأقصى لحمولتهم, كنت في إحدى المرات وإنا في مكان جلوسي قد رأيت امرأة لا يتجاوز عمرها الخمسة والعشرين عاما وبيدها ( علاكة مسواك) وبالأخرى طفلة لا يتجاوز عمرها الأربع سنين, جلسن في المقاعد الوسطية من الكيا, كان بيد الطفلة (قوطية بيبسي أم الربع) والشقاء والفقر كان له حديث أخر مع ثيابها,, بشرتها الناعمة يابسة حد التخشب من حرارة الشمس وشعرها الذي لم تلامسه الغسول ذات الماركات العالمية منذ إن خلق, شدني إليها وقد أعطاها مساحة من البراءة وهي تحاول لملمته بين الحين والأخر حتى قطع بنا سائق الكيا مسافة من العمر فوصلنا لساحة اتخذها شباب مدينتي مسرحا كبيرا ليرفعوا عليها صور لشهداء الحشد الشعبي,!!
فعند وصولنا لهذا المكان كانت الطفلة منشغلة بما في يدها وهي تتفرج من خلال نافذة الكيا لكل ما نمر به حتى وصولنا لصورة لأحد الشهداء وإذا بالطفلة تصرخ بأمها قائلة هذا هذا شوفي هذا!!!!!
احتضنتها تلك المليئة بالحزن وقالت لها نعم انه هو وصرن يبكيان بصوت لم اسمع منه سوى تساقط الدموع,, تركت تلك الطفلة مكان جلوسها وبقيت منكبه برأسها في حجر أمها وأعطتها ما كان بيدها فلم يعد له طعم لان مرارة ما رأته كانت اكبر من كل سكريات المشروبات الغازية,,
اقتربت من تلك المرأة براسي .. معذرة أختي شنو الموضوع لماذا كل هذا البكاء؟؟ أجهشت وقالت إن صورة الشهيد التي مررنا بها كانت لأبيها قد استشهد في معارك التحرير مع الحشد الشعبي!! لا اعرف لماذا أصابتني حينها نوبة من البكاء الشديد وأدركت حينها إن للحشد حصة الأسد في حياة أطفالنا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat