بين انتصار المرجعيه...
اريج عبد الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اريج عبد الهادي

لقد اتخذت المرجعية دور الناصح المرشد منذ سقوط النظام السابق عام 2003 الى يومنا هذا. ولكونها امتداد لنهج النبوة واهل البيت عليهم السلام فاتخذت على عاتقها الدور الإرشادي التوعوي بالإضافة إل دورها الديني العقائدي فكانت تارة توجه وبشكل دائم وعبر خطب الجمعة أبناء الشعب من مقلديها وغير المقلدين إلى تصحيح المسار السياسي والاجتماعي للبلد وللمواطنين.
حيث اتخذ سماحة السيد علي السيستاني الدور الراعى الذي في مراقبة الحكومات المتعاقبة على السلطة من يوم سقوط النظام البائد في العراق الــى وقتنا الحاضر بالتوجيه والنصح والإرشاد، والملاحظات القيّمة التي تصبّ في مصلحة الأُمة والوطن، وبما ينفع المسار السياسي في لبلد سواء للسياسيين او لافرد الشعب فكان لها الدور التوجيهي و الناصح المرشد لكلاهما ،فـ المرجعية الدينية لاتفتي وفق أهواء هذا أو ذاك وانما تعمل بتوفيق وتسديد ألـهـي .
فعندما سُئل سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني عن شكل نظام الحكم أجاب : ( النظام الذي يعتمد مبدأ الشورى والتعددية واحترام حقوق جميع المواطنين ) ، وأجاب في مورد اخر : ( شكل العراق الجديد يحدده الشعب العراقي بجميع قومياته ومذاهبه والية ذلك هي الانتخابات الحرة المباشرة ) النصوص الصادرة عن مكتب السيد السيستاني ، حامد الخفاف ، 301- 302)
ولا يُنسى دور مرجعية العليا في النجف الأشرف في رد اكبر الهجمات التي تعرض لها البلد إبتداءً فيما يتعلّق بتردي الوضع الأمني واخراً وليس بأخير دخول المجاميع الداعشية الــى العراق ، فقد كانت وما زالت المرجعية العليا بحق صمّام الأمان في عدم انجرار البلد في حرب طائفية كادت أن تاكل الاخضر واليابس أثناء فترة الصراع الطائفي والذي عصف بالعراق ابان سقوط النظام السابق والمسؤولية الكبيرة الذي اتخذتها المرجعية على عاتقها فـي وقف الاقتتال الطائفي بين أبنـاء البـلد الـواحـد.
وحـثـهـا الدائم على التعايش السلمي رغم الهجمات المضادة حينها من بعض الجهات الداخلية والإقليميه والتي حاولت بكل الطرق أضعاف دور المرجعية في الفترات السابقة حتى يومنا هذا .
وقد لاحظت المرجعية الرشيده أن الشعب العراقي مستهدفٌ في كل وقت وحين ، مستهدفٌ في ارضه وماله ودمه لذلك اتخذت مسؤولية حفظ الدم العراقي مهما كان انتمائه الطائفي او الديني ،فقد واجه العراق اعتى وأشرس هجمة تعرض لها في تاريخه الحديث ، ألا وهيي هجوم داعش الارهابي 6/10/2014 على مناطق غرب وشمال العراق وسقوط 4 محافظات عراقية حيث أعلنت قيادات (داعش) ، ان الهدف وراء ذلك الهجوم هو لاسقاط النجف الاشرف وكربلاء المقدسة.لهدم اضرحة أئمة اهل البيت ومن ثم قتل الأنفس وسبي الإعراض العراقية، وهذا مما فرض على المرجعية الدينية مسؤوليات جديدة ،كبيرة ومصيريه ، لتسلم زمام التصدي لهذه الهجمة التي لا ترحم طفلاً ولا شيخاً كان او امرأة وذلك باعلان فتوى الدفاع المقدس والجهاد الكفائي والتي فيها مُيز بين الزرعَ الطيب و الخبيث وبين الصالح و الطالح لانه صراع الحق مع الباطل ،لتتوج تلك الفتوى التي تزينت بدماء الابطال ممن لبوا نداء المرجعية الرشيدة بإعلان يوم النصر العراقي الكبير
فــي 10 ديـسمـبـر2017.
ومن هنا نلاحظ أهمية المرجعية في قلوب المخلصين خصوصاً بعد فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الرشيدة والتي نطقت نصرا ، وهذا كانا سببا في تعرضها لهجمة شرسة خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كان الهدف منها تشويه المذهب والنيل من سماحةً السيد السيستاني و وكلائه الناطقين باسمه ،بواسطة "الجيوش ألكترونية ” تلك الجيوش التي يقودها مدونين وكتُاب وحتى بعض المثقفين المنادين بالعولمة المدعومين بالمال السياسي والتي تسير وفق اجندات واستخبارات عالمية.فـحين يعجز هؤلاء المأجورون عن تفكيك البلد في مكوناته او الانتقاص من موروثه الديني و الاجتماعي يعمدون الــى تسقيط رموزه الدينية بالكذب و الافتراء لاضعاف دور المرجع سواء الديني او الإرشادي وحتى القيادي اثناء الأزمات الكبيرة لتخلوا بذالك الساحة لقوى الفساد و الاستكبار العالمي لتعيث في حياة الشعوب عبثاً وفسادا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat