الإلهاء هو عملية تحويل وإبعاد الرأي العام والفكر عن المشاكل والأمور المهمة رغم الحاجة إليها إلى مشاكل أقل أهمية وأكثر صدى باستعمال الإعلام المضلل وطرق أخرى مختلفة وماكرة وغير قابلة للاكتشاف،
أن عنصرًا أساسيًا في التحكم الاجتماعي هو إلهاء انتباه العامة للقضايا والتغييرات الاجتماعية الهامة التي تحددها النخب السياسية والاقتصادية، من خلال تصدير كم كبير من الإلهاءات والمعلومات التافهة، وتتضمن تلك الاستراتيجة أيضا منع العامة من الاطلاع والمعرفة الأساسية بمجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس والعلوم البيولوجية.
تستخدم هذه الاستراتيجة عندما يريد من هم في السلطة أن يمرروا قرارات معينة قد لا تحظى بالقبول الشعبي إلا في حضور الأزمة التي قد تجعل الناس أنفسهم يطالبون باتخاذ تلك القرارات لحل الأزمة، من خلال اختلاق موقف أو مشكلة يستدعي رد فعل الجمهور فعلى سبيل المثال: دع العنف ينتشر في المناطق الحضارية أو قم بالتحضير لهجمات دموية، مما يجعل الجمهور هو الذي يطالب السلطة باتخاذ إجراءات وقوانين وسياسات أمنية تَحُد من حريته، أو اختلق أزمة اقتصادية للقبول بحل ضروري، يجعل الناس يغضون الطرف عن حقوقهم الاجتماعية وتردي الخدمات العامة باعتبار ذلك الحل “شر” لابد منه.كل ذلك يجري باستخدام الجانب العاطفي كأسلوب لمخاطبة الجمهور للقفز على التحليل المنطقي والحس النقدي للأفراد بشكل عام، فاستخدام الجانب العاطفي يفتح المجال للعقل الباطني اللاواعي لغرس الأفكار والرغبات والمخاوف والقلق والحض على القيام بسلوكيات معينة.
ومن آليات الإلهاء – ايضا- إبقاء العامة في حالة من الجهل والغباء ، حيث يجب أن تكون جودة التعليم المقدم للطبقات الدّنيا، رديئة بشكل يعمق الفجوة بين تلك الطبقات والطبقات الراقية التي تمثل صفوة المجتمع، ويصبح من المستحيل على تلك الطبقات الدّنيا معرفة أسرار تلك الفجوة”، وبذلك سيتشجع الجمهور على الرضا بجهلهم ويصبح بنظرهم امر طبيعي ومألوف أن يكونوا جهلة وأغبياء وغير متعلمين.بالتالي يتعطل الحسّ النقدي للأشخاص وبدلاً من ذلك ، يصبح التذمر والشكوى والانتقاد هو الإلية الوحيدة ، وتصبح الرغبات والمخاوف والانفعالات تتحكم في ردود افعالهم ، الى ان تصل الى مرحلة استحسان الرّداءة وان ينظر المجتمع بعين الرضا إلى كونه غبيّا ومبتذلا وغير متعلّم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat