صفحة الكاتب : رياض البغدادي

الأدبيات هي الازمة ... يا حسين الاسدي !
رياض البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اللجوء إلى الشارع واحدة من أهم وسائل العمل الجماهيري في الدول التي يسير نظامها السياسي وفق اللعبة الديمقراطية إلا أن اللجوء إلى الشارع ليس عملا سهلا وتشوبه الكثير من المخاطر التي قد تمس جوهر العمل الديمقراطي وقد تؤدي بالبلد إلى أتون الحروب الأهلية التي لا يمكن التكهن بنتائجها ولا حتى لمن قدح نارها تكون له القدرة على إيقافها أو حتى السيطرة على حركتها ، وهناك أمثلة كثيرة لا حصر لها تؤيد ما اذهب إليه خاصة في تجارب البلدان المتعددة الطوائف مثل لبنان الذي هو اقرب ما يكون إلى الحالة العراقية .
لذا فأن لجوء النائب حسين الاسدي إلى الشارع لدعم موقفه الاستفزازي تجاه رئيس الجمهورية وفي هذا الوقت بالذات يؤشر على حالة من الانفلات والتخبط التي قد تجر العراق إلى مزيد من المشاكل وقد تسبب هذه الخطوة الغير مسؤولة عن انهيار كبير في العملية السياسية المتصدعة أصلا .
فالنائب حسين الاسدي يتحرك لحشر انفه في صميم عمل السلطة القضائية ..والتي من المفروض على السياسي أن يحترم أصولها وتشريعاتها وينئى بنفسه عن الخوض في قضاياها ، كان من الممكن للنائب حسين الاسدي أن يرفع دعوى قضائية على السيد رئيس الجمهورية وبذلك يبرئ ذمته أمام المواطن العراقي والسلطة القضائية ستنظر في الطلب وتصدر قرارها فيه ، أما أن يلجأ إلى الأعلام ويثير مثل هذا الموضوع فهو تجاوز كبير وأمر خارج عن أصول اللياقة .
النائب حسين الاسدي الذي لم يستطع أن يجمع غير 123 شخصا في عمق ساحته ومؤيديه واعني محافظة البصرة يجب أن يعلم جيدا إن رئيس الجمهورية قادر أن يجمع من الأنصار ما يضاهي ذلك وبأضعاف مضاعفة وفي العاصمة بغداد بالذات لا في معقله بين جبال كردستان ، والمادة القانونية أربعة - إرهاب التي يثيرها في وجه رئيس الجمهورية هي نفسها توجه الى رئيس الوزراء لتستره على ملفات الإرهابيين من كبار السياسيين والتي قد صرح بها السيد المالكي مرارا وتكرارا كوسيلة من وسائل الضغط على خصومه ، ويجب أن يعلم الاسدي ومن دفعه إلى هذا العمل إن السيد المالكي شخصيا وخضير الخزاعي متهمان من قبل البعض على الأقل بتقديم التسهيلات للمتهم الهارب طارق الهاشمي ليتمكن من الهروب بالرغم من صدور مذكرة التوقيف ضده وهذا الموقف يعيدنا إلى نفس المسرحية التي هيأت لهروب المجرم الدايني .
كان الأجدر بالنائب حسين الاسدي وهو رجل دين قبل ان يكون نائب في البرلمان أن يسعى إلى لملمة المشاكل وتضييق هوة الخلاف ، فما هي مصلحة العراق في إشعال أزمة بين التحالف الكردستاني والتحالف الوطني ؟!
ألا يكفينا ما أشعلتم من أزمات ؟!
بدأتم بأزمة علم كردستان في خانقين ثم أتبعتموها بأزمة الصورة التي جمعت علاوي مع احد المجرمين ثم أزمة التظاهرات والمائة يوم التي تبخرت من دون أي نتائج كفيلة بحل أزمة الخدمات ثم أزمة قانون النفط والغاز وبعدها أزمة الاتهام المفبرك ضد مقربين من السيد احمد ألجلبي ثم أزمة مفوضية الانتخابات ثم أزمة استقالة رئيس هيئة النزاهة ثم أزمة الأقاليم ثم ازمة التصعيد مع النائب صباح الساعدي ... ولم تنتهِ سلسلة ألازمات التي في ظلها تحاول الحكومة التهرب من مسؤولياتها تجاه المواطن الذي يئن من جراحات لم تتوقف بالرغم من رئاستكم للحكومة منذ قرابة السبع سنوات .
قلنا سابقا بأنكم لستم قادرين على تشكيل حكومة نافعة تكون مصلحة المواطن في أعلى سلم اولوياتها ، لأنكم لستم قادرين على الاحتفاظ بالحلفاء ، وتفتقدون للمرونة اللازمة لردم هوة الخلاف مع الخصوم ، والتفرد سمه لا يمكن لكم التخلص منها ، فهي – أدبيات -  قد صنفتم بها المعارضة بالأمس إلى معدان ومثقفين ، والشعب العراقي له تجربة سابقة معكم دامت أربع من سنين القحط ، والقوى السياسية لها تجارب مرة ، سبقت ذلك ، أم نسيتم أزمات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ؟! للاسف اتهمنا البعض ممن يفتقد إلى الحس الوطني والغائب عن ساحة الجهاد والمعارضة ، حاولوا أن يشخصنوا الأمور وكأننا أعداء لهذه العملية السياسية التي نحن جزء فاعل من أسباب ولادتها ، ونكرر اليوم بأن السيد المالكي يجب أن يعيد النظر في طريقته في العمل لسبع سنين مضت ، التي أوحت بأنه ليس أهلا أن يكون رئيسا لمجلس الوزراء في دولة مثل العراق متعددة الطوائف والأعراق ....
فالذي يطالب بحكومة الأغلبية في خضم التصعيد الطائفي في بلد مر بتجربة مريرة و كأنه يدفع بالعراق إلى الحرب الأهلية دفعا !
نحن اليوم بحاجة إلى تهدئة الأمور لا تصعيدها والقضاء اليوم بحاجة إلى أن نوفر له قدرا من الاستقرار ليأخذ طريقه في النظر في قضية هي غاية في الأهمية وقد تكون الأولى من نوعها في تأريخ المنطقة فضلا عن تأريخ العراق ، نؤكد أن على السياسيين جميعا أن يبتعدوا عن حشر أنوفهم في صلاحيات السلطة القضائية ، وان لا تكون تهمة الإرهاب الموجهة إلى نائب رئيس الجمهورية محلا للمساومات السياسية وتكون سببا لحصد اكبر قدر ممكن من المصالح الحزبية الضيقة .
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/10



كتابة تعليق لموضوع : الأدبيات هي الازمة ... يا حسين الاسدي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : رياض البغدادي ، في 2012/01/12 .

شكرا للاخ محمد حسن لمروره الكريم على المقال ... وهذا هو رأيي في الموضوع وسوف اشكرك جزيل الشكر لو نشرت رأيك لنكون معا سببا لبعث الروح في ثقافة الرأي والرأي الاخر في عراق ديمقراطي وحر ... اكرر لكم شكري الجزيل

• (2) - كتب : محمد حسن ، في 2012/01/10 .

التهديد بالحرب الاهلية هذه الا يام نسمعه ونقرأه كثيرا اولا الحرب الاهلية اشعلها الاشرار اسياد المجرم
الهارب طارق الهاشمي وقطعان القاعدة ومن لف لفهم ومرجعيات وسياسيوا الشيعة جاهدوا لاطفائه فارجوا ان
لاتخيفوا الجريح بهكذا تهديدات ثانيا النائب حسين الاسدي نقل رأي الشارع ثالثا اطالبك ايها السيد العزيز
ان تذكر عمل واحد قام به السيد الطلباني لخدمة العراق وبعد ذلك انت مخول ان تكيل الشتائم المبطنة المفضوحة وتخلط الاوراق وتدعي ان الحكومة ونوابها من يخلق الازمات وجعل الضحية هو الظالم والمجرم المطلوب للقضاء برىء ادعو لك الله ان تكتب الحق ولو على نفسك بالمستقبل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net