صفحة الكاتب : بارعة مهدي بديرة

الولاء
بارعة مهدي بديرة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان فضائل أهل البيت عليهم السلام لاتعد ولاتحصى وكيف نحصي فضائلهم وقد ملأت الخافقين وكيف نتكلم عن فضيلة من فضائلهم بلسان كال بعد ان نطق وصرح بفضلهم الكتاب المبين
فإن في فضيلة واحدة من فضائلهم عبرة للمعتبرين وتبصرة للمتبصرين إلا من اتبع الشيطان فاغواه فأصم سمعه واعمى قلبه فاتبع من اعمتهم اهواؤهم وهم يحملون على ظهورهم اثقالا فوق اثقالهم فيرتكبون المعاصي والآثام ويخونون أمانة الولاية التي حملها الله الانسان ثم يقومون على خيانة العهد بعد وفاة النبي الاكرم (ص) ويمدون أيدي الاثم الى ذريته وعترته الطاهرة
‏( ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون ) ‏
ولاتزر وازرة وزر اخرى فالحياة قصيرة وماهي الا ايام ويردون على نار وقودها الناس والحجارة
من يحب النبي (ص) ويطيعه فمن الطبيعي جدا ان يحب اهل بيته وذريته وطاعة الرسول وأولي الامر هي الحب الصحيح والولاء الحقيقي الصادق واراد الله عز وجل بحكمته ان يمتد حبهم ويتسع فأمر نبيه (ص) ان يحدث امته ويأمرهم بحب اهل بيته ع والتمسك بهم فقال النبي (ص) (انا واهل بيتي شجرة في الجنة واغصانها في الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ الى ربه سبيلا )‏
فطاعة اهل البيت ع مفروضة على العباد لانهم الادلاء على صراط الله المستقيم ولازما على الخلق مودتهم والاقتداء بهم  وقد حذر النبي امته من الاجتناب عنهم كما أكد على التمسك بهم فقال (اني فرطكم على الحوض وقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي فلا تلقوني غدا وقد ابغضتم عترتي وقتلتموهم )‏‎ ‎
فمن ابغض الحسين ع وقتله وقتل اطفاله وشرد بنات النبوة ع كيف سيقابل نبيه وماذا سيقول له ومن اين له الشفاعة عند الله ان اغضب النبي (ص) وشرد ذريته؟
ومن جهة اخرى فقد تمسكت فئة من الأناس المؤمنون بولاء اهل البيت ع منذ زمن رسول الله (ص) واظهروا لهم المودة والاتباع بكل ما أمروا به وكان ولاؤهم عقيدة وايمان لا ولاء سياسي ودنيوي كما يظن بعض اصحاب القلوب المريضة والدليل ان الموالون كانوا ومازالوا يتبرؤون من اعداء اهل البيت ع قولا وفعلا حتى انهم اصبحوا يستعذبون الموت في سبيلهم ويرخصون اموالهم وحياتهم في سبيل اعلاء كلمتهم ونشر مبادئهم التي ورثوها عن النبي الاكرم (ص) وكانت نتيجة صدقهم بالولاء وحب اهل البيت ع ان ظهرت على ساحة التاريخ احقاد كانت مدفونة حاربت هذا الولاء ومازالت الاحقاد الموروثة تقاوم الى يومنا هذا مما ادى الى القتل والتشريد وسفك الدماء سابقا ولاحقا ودفع الموالون ارواحهم ثمن لولائهم
فسابقا دس السم لمالك الاشتر جزاء لولائه وقتل الحسن بن علي ع مسموما وقتل حجر بن عدي وميثم التمار وغيرهم وتجلى الولاء بصورته الناصعة في ساحة الطف عندما طلب الحسين ع من اصحابه ان يتركوه واحلهم من القتال ودافع الولاء منعهم من مخالفة اوامر الله تعالى في اصفيائه من خلقه ولم يكتف التاريخ بسجله الاسود الذي سجله مع هذه القلة الصافية بل تابع اجرامه مع كل متمسك بالولاية فالفرزذق حبس وحرم العطاء لميله الى اهل البيت ع والكميت الاسدي هدمت داره وطرد وشرد ودعبل لاقى اشد انواع الجور والظلم وابن السكيت العالم الكبير الذي قتله المتوكل لانه فضل الحسن والحسين ع على الخليفة وستون علويا قتلوا صبرا في سجن هارون لاذنب لهم سوى الولاء لسادتهم اهل البيت ع وبزمننا هذا يقتل الابرياء الموالون بسوريا والعراق وبكل مكان فيه قاتل الحسين ع وواقعة الطف تعاد بكل زمان ولكن هذه الاحداث والمصائب لن تزيد الولاء لاهل البيت ع ومحبتهم الا ظهورا وثباتا ورسوخا فما اجدرنا ان نقتدي بالسابقين ليمتد الولاء فيربط السابق باللاحق ويكون كالعقد الواحد يتحلى به جيد الزمن وحري بنا الاستمرار باقامة عزاء سيد الشهداء ع وذكريات واقعة الطف التي سودت وجه التاريخ وسودت صحائف اناس حادوا عن الصراط المستقيم الذي رسمه رب العالمين بقوله ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) وان كان هناك من يهزأ من هذه الذكريات ولايروق له سرد الحقائق ولا يعتقدون الا بالولاء للشيطان فإنهم : كناطح صخرة يوما ليوهنها
فلم يضرها واوهى قرنه الوعل
نأمل من المولى الكريم ان ننال دعوة مولانا الصادق ع حيث قال: اللهم ارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي حزنت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا‎ ‎
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بارعة مهدي بديرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/07



كتابة تعليق لموضوع : الولاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net